نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 281
و أمّا كيفيّة الخلق من النار: فهي كالخلق من الطين في الإنسان، و
ليس بمعنى كونه نارا فعلا. كما أنّ الإنسان ليس طينا بالفعل. فانّ الخلق هو
الإيجاد مع التقدير، و التقدير يلازم التحويل و التغيير.
و أمّا النار
في عالم الآخرة: كما في:
. بَلى مَنْ
كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ- 2/ 81. إِنَّ
الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ- 5/ 145. وَ لا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ- 11/ 113. وَ يَوْمَ
يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ- 41/ 19 فهذه الحرارة
النارية في الآخرة: تناسب البدن الاخروىّ و محيط تلك العالم، و ليست ممّا تتحصّل
من الموادّ الدنيويّة كالشجرة و النفط و الشمس و الفحم و البرق و غيرها. بل من
الأعمال السيّئة و النفاق و الكفر، فانّها توجب ظلمة و مضيقة و انقطاعا عن الرحمة
و عذابا أليما.
و أمّا الحرارة
و النار الروحانيّة: فكما في:
. إِذْ قالَ
مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً .... فَلَمَّا جاءَها
نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَ مَنْ حَوْلَها- 27/ 7. إِذْ رَأى ناراً فَقالَ
لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ- 20/ 10. فَلَمَّا
قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَ سارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً- 28/ 29 قلنا
إنّ النَّارَ و النُّورَ متلازمان، و يتحصّلان
في أثر التحرّك و التموّج و الضغطة في الأجزاء. و النار أكثف و أغلظ من النور،
فكلّما يكون الوقود أغلظ و أشدّ انكدارا: يتحصّل منه نار أقوى و أشدّ من النور. و
إذا كان الوقود ألطف:
يتحصّل منه نور
أشدّ و أزيد.
هذا في
الجسمانيّات، و أمّا في الروحانيّات و هي لطيفة و رقيقة: فالنار
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 281