مفهوم النار، فانّ هذه الموادّ فيها تتحصّل الحرارة الناريّة.

و يدل عليه قوله تعالى:

. فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ- 2/ 24. سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَ تَغْشى‌ وُجُوهَهُمُ‌ النَّارُ- 14/ 50. خَلَقْتَنِي مِنْ‌ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ*- 7/ 12 فانّ الوقود ما فيه و به تتحصّل‌ النَّارُ. و الّذى يغشى وجوههم هو الحرارة النَّارِيَّةُ لا الوقود. و إبليس لم يخلق من الوقود بل من الحرارة الناريّة.

ثمّ إنّ النار إمّا في المادّيّات كما في:

. أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ‌ النَّارُ- 3/ 183. أَ فَرَأَيْتُمُ‌ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها- 56/ 71. الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً- 36/ 80 و إمّا في الأجسام اللطيفة: كما في:

. فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ* .... قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ‌ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ*- 7/ 12. وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ‌ نارِ السَّمُومِ‌- 15/ 27. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ‌ نارٍ- 55/ 15 قلنا إنّ‌ النَّارَ هي الحرارة المنتهية الى الغاية، و هي جسم لطيف نافذ و فيها قوّة و جريان، و مع هذا إنّها غير محسوسة بالبصر و مغطّاة، و هذه الآثار موجودة في الجنّ.

و لا يخفى أنّ الجنّ في الطبقة السفلى من الملكوت، كما أنّ الملائكة في الطبقة العليا من عالم الملكوت. فالجنّ من جهة اللطافة و النفوذ و الجريان برزخ فيما بين الإنسان و الملائكة، و من جهة الاستعداد و الروحانيّة و القوّة المعنويّة و التحمّل و التعقّل و الاصطبار: دون مقام الإنسان.[7]

التحقيق في كلمات القرآن الكريم ؛ ج‌12 ؛ ص281

التحقيق