responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 288

أشار تعالى الى بسط نوره و تجلّيه في العوالم كلّها، فانّ السموات يراد منها العوالم العلويّة الروحانيّة، و الأرض يراد منها العالم السفلّى المادّىّ.

و قلنا إنّ النور ما يكون ظاهرا و متجلّيا في نفسه و نافذا و مؤثّرا فيما سواه، و هذا المعنى تختلف خصوصيّاته باختلاف العوالم. و مبدأ هذه التجليّات هو النور الواجب بنفسه في اللّه عزّ و جلّ.

. مَثَلُ‌ نُورِهِ‌ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ‌.

النور المتجلّى و المبسوط منه تعالى مثل مشكوة (محلّ سراج) يوضع فيها المصباح، فالمشكوة و أطرافها و محيطها تتنوّر و تستضيى‌ء بنور المصباح.

فالعوالم كلّها علويّة و سفليّة مستضيئة بنور اللّه النافذ المحيط الظاهر في جميع مراتبها، و نوره المنبسط يتجلّى في كلّ عالم و محيط على تناسب تلك العالم و بحسب اقتضائها.

و مبدأ الأنوار كلّها و بجميع أقسامها المنبسطة الظاهرة: هو نور اللّه عزّ و جلّ، و بسطه إنّما يتحقّق بنحو تكوين أو توجيه. كما قلنا.

و حقيقة النور: عبارة عن التحقّق و الظهور في الموجودات من العوالم بطبقاتها المتنوّعة، في كلّ طبقة بحسبها.

. الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ.

المصباح آلة الصباح و هو بمعنى التنوّر فهو ما به يتحقّق انكشاف الظلام مادّيّا أو معنويّا. و الزجاجة: ما ترى ما وراءها و يجهره بأحسن نحو.

و ذكر الزجاجة: فانّ النظر في المقام الى جهة البسط و النشر و تجلّى النور، و هذا المعنى يناسب كون المصباح في زجاجة صافية لطيفة، ترى ما ورائها و لا تحجب عنه، بل تؤيّد بسط نور المصباح و إنفاذه و إنارته.

و أمّا الزجاجة في الممثّل و في مقام بسط نور اللّه: فهي الأرواح و العقول من عالم الجبروت، فانّها اللطيفة المجرّدة الفانية في النور الحقّ من غير انكدار و أنانيّة و تشخّص، و هي مظاهر الصفات و مجالي الجمال و الكرامة و الجلال و مرائى‌

التحقيق

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست