نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 290
الشجرة: واحدة الشجر و هو المتعالي المتظاهر المتفرّعة منه فروع
مادّيّا أو معنويّا. و هذا الإطلاق باعتبار تجلّى النور و اعتلائه و ظهوره.
و الإيقاد: جعل
شيء مشتعلا و متلألئا بعد التحرّق. و الضمير فيه راجع الى الكوكب و هو الشيء
المتجمّع المتظاهر بضياء و عظمة.
و التعبير
بتوقّد الكوكب من شجرة مباركة: إشارة الى انطباق هذا المثال على الممثّل له
الواقع، فانّ الشجرة المباركة هي حقيقة المصباح، و يراد منها النور المنبسط
المتجلّى النافذ المؤثّر عن نور اللّه عزّ و جلّ، و قلنا إنّه من الصفات الذاتيّة
الثابتة الأصيلة في مقام الالوهيّة.
مضافا الى أنّ
المصباح قد ذكر في الآية الكريمة مقيّدا بكونه في الزجاجة، فانّ المصباح المجرّد
عن الزجاجة لا ظهور له في الخارج و لا ينبسط نوره.
المباركة:
مفاعلة و تدل على استمرار البركة و هو الفضل و الخير و الفيض، و تدلّ الكلمة في
الآية على زيادة البسط و كثرة الافاضة و التجلّى.
و الزيتونة:
مفرد الزيتون، و هو مجموع الشجر و أثماره، و يشار بهذا التوصيف الى كون الزيت في
الشجرة ذاتيّا و في نفس الشجرة، و إن كانت الشجرة في نفسها غير متقوّمة، كما أنّ
البسط مبدؤه النور الذاتي الّذى هو من صفات الجمال.
لا
شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ: أى إنّ هذه الشجرة المباركة الّتى حقيقها بسط
النور ليست كسائر الأشجار الخارجيّة منتسبة الى جهة شرق أو جهة غرب، و ليست محدودة
و مقيّدة تحت قيود الجسمانيّة، حتّى تكون محكومة بحكمها، و محدودة بحدودها و
مضطرّة في جلواتها و ظهوراتها.
و لمّا كان
تداوم الحياة و استمرار البقاء في العوالم و الموجودات المادّيّة و الروحانيّة
محتاجا الى بسط النور و تعلّقه: فلا بدّ من كون البسط و الفيض غير محدود و غير
مقيّد بقيود زمانيّة و لا مكانيّة و لا بغيرها، و ان يكون منبسطا و ساريا في
العوالم كلّها مادّيّة و روحانيّة.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 290