نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 77
و يذكر العذاب في متعاقب النذر و توأما بتكذيبها:-. كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ
نُذُرِ .... فَتَعاطى فَعَقَرَ
فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ- 54/ 18.
و يذكر توأما
بالتبشير في مقام إبلاغ الرسالة:-. فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
وَ
مُنْذِرِينَ- 2/ 213،. وَ ما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَ
مُنْذِرِينَ*- 6/ 48،. إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً*- 35/ 24.
فانّ البشر هو
انبساط و طلاقة مخصوص طبيعىّ في قبال أمر، و هذا المعنى مقدّمة للتهيّؤ و التوجّه
و الإقبال و حصول التمايل الى مطلوب، و هو يكون قبل الابتداء بالسلوك. و بعده
مرحلة التنزّه و التجنّب عن الخلاف و الأعمال المانعة بوسيلة إنذار المنذرين.
و يذكر العذاب
و النذر في مقام الذوق و اللمس بهما:-. وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ
فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ. وَ لَقَدْ
صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ- 54/ 37.
قلنا إنّ الذوق
إحساس نموذج من خصوصيّات شيء بأىّ حاسّة، من الحواسّ الظاهريّة أو الباطنيّة. و
الآيات مربوطة بقوم لوط حيث أنذرهم البطشة و العذاب فكذّبوه و تماروا بالنذر.
و المراد من
ذوق النذر: مسّ نموذج من آثار الأقوال الوعيديّة و الإنذارات الواقعة و التحذيرات
الّتى وقعت من نبيّهم لوط، فرأوا و أحسّوا آثار تلك الأقوال المنذرة في الخارج قبل
موتهم.
و التعبير
بالذوق: فانّ لمس العذاب في الحياة الدنيا مقدار جزئىّ من العذاب الثابت في
الآخرة:-. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ
سَقَرَ- 54/ 48.
فظهر أنّ أوّل
وظيفة للرسول في مقام الدعوة و الإبلاغ: هو الانذار للناس
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 77