responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 85

خارج، أو تحقّقه في نفس الشي‌ء. فيقال نزف الرجل البئر، إذا استخرج ماءها، و نزفت البئر. و نزفت البئر و أنزفت هي، إذا لوحظ النزف من جانب نفس البئر بالطبع. فالمادّة في الصورتين متعدّية. و أمّا النزيف: فلكونه صفة مشبهة، يلاحظ فيه معنى الثبوت و اللزوم. و هذا معنى قولهم: إنّ المتعدّى إذا أريد بناء الصفة منه ينقل الى فعل بضمّ العين، ثمّ تبنى منه الصفة.

. يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ لا فِيها غَوْلٌ وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ‌- 37/ 47.

الغول: نفوذ شرّ و فساد في شي‌ء، و هذا المعنى جار في جميع الأشربة و الأطعمة و الفواكه الّتى في الجنّة، فانّها لا يعرضها التغيّر و التسنّه، و هكذا في جميع ما يتعلّق بالجنّة فلا يلحقه شرّ و لا يعتريه فساد.

و ضمير التأنيث ترجع الى ما ذكر من جنّات النعيم و نعمها، فلا يختلط في عيشها غول و لا شرّ و لا ألم.

و النزف: جذب شي‌ء من بين شي‌ء آخر و استخراجه من باطنه. و المراد أنّ عباد اللّه المخلصين خالدون في تلك الجنّات و لا يخرجون عنها و هم متنعّمون فيها أبدا.

و التعبير بالنزف: إشارة الى كونهم محاطين و مستغرقين في نعمات هذه الجنّة و لا يزالون متنعّمين بها.

. وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ‌ .... لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَ لا يُنْزِفُونَ‌- 56/ 19.

الصدع هو قطع في أمور مهمّة ماديّة أو معنويّة، و التصديع جعل الشي‌ء منقطعا. و الإنزاف استخراج النفس عن محيط يكون فيه أو استخراج شي‌ء آخر عن محيط.

و المراد أنّ المتقرّبين السابقين في جنّات النعيم، و هم متنعّمون فيها دائمين، و لا يجعلون منقطعين عنها و لا يستخرجون أنفسهم عنها، فلا يطلبون‌

التحقيق

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست