و أمّا الاستحياء- فمرجعه إلى حفظ النفس عن الضعف و النقص، و البعد
عن العيب و الشين و ما يسوءه، و طلب السلامة و مطلق الحياة، و هو ضدّ الوقاحة، قال
تعالى:.فَجاءَتْهُ
إِحْداهُما تَمْشِي عَلَىاسْتِحْياءٍ- 28/ 25.
فانّ الحقّ فيه كمال و سلامة و حياة، و ليس فيه نقطة ضعف و عيب حتّى
يوجب الاستحياء، فالاستحياء في مورد ترك الحقّ لا في ذكره، و ضرب المثل الحقّ أيضا
من الحقّ.
و فيها إشارة إلى أنّ القضايا تابعة للواقع و الحقيقة لا للعرف
العامّ و ما يتصوّره الناس من دون تعقّل و تبصّر.
و أمّا الحيّة: فباعتبار كونها ذات حياة كاملة لشدّة تحرّكها و
تحسّسها و طول بقائها و زيادة قوّتها و قدرتها، مع عدم انتظار الحياة منها في
الظاهر، فانّها بصورة حبل
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 2 صفحه : 338