responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 2  صفحه : 338

و حقّ الحياة الّتي لا يشوبها هلاك و لا يعريها الموت، و هي الحياة الأصيلة، و الذاتيّة الثابتة، و الأزليّة الأبديّة: هي للّه العزيز المتعال.

و باقي المراتب النازلة و الأصناف المتأخّرة إنّما هي منه و به و إليه، و هذا معنى‌ الْحَيَاةِ القيّوميّة له تعالى، و عنى الوجوه له.

و كلّ مرتبة لها قرب منه تعالى: فهي ذات‌ حياة قويّة و روحانيّة قريبة من حياته، كما أنّ الدار الآخرة باعتبار صفائها و روحها هي‌ الْحَيَوَانُ‌.

و أمّا التَّحِيَّةُ- فمرجعها طلب‌ الْحَيَاةِ ظاهرة و باطنة، مادّيّة و معنويّة لمن‌ يُحَيَّى‌، و هذا معنى الدعاء له بالسلامة المطلقة أو بالبقاء- قال تعالى:

. فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى‌ أَنْفُسِكُمْ‌ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‌ ...،. تَحِيَّتُهُمْ‌ فِيها سَلامٌ*- 14/ 23.

فقد فسّرت التحيّة بدعاء السلامة.

و أمّا الاستحياء- فمرجعه إلى حفظ النفس عن الضعف و النقص، و البعد عن العيب و الشين و ما يسوءه، و طلب السلامة و مطلق الحياة، و هو ضدّ الوقاحة، قال تعالى:. فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى‌ اسْتِحْياءٍ- 28/ 25.

و بهذا تظهر حقيقة معنى الآية الكريمة:

. إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي‌ أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ...،. وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي‌ مِنَ الْحَقِ‌- 33/ 53.

فانّ الحقّ فيه كمال و سلامة و حياة، و ليس فيه نقطة ضعف و عيب حتّى يوجب الاستحياء، فالاستحياء في مورد ترك الحقّ لا في ذكره، و ضرب المثل الحقّ أيضا من الحقّ.

و فيها إشارة إلى أنّ القضايا تابعة للواقع و الحقيقة لا للعرف العامّ و ما يتصوّره الناس من دون تعقّل و تبصّر.

و أمّا الحيّة: فباعتبار كونها ذات حياة كاملة لشدّة تحرّكها و تحسّسها و طول بقائها و زيادة قوّتها و قدرتها، مع عدم انتظار الحياة منها في الظاهر، فانّها بصورة حبل‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 2  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست