responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 106

. وَ يَنْقَلِبُ إِلى‌ أَهْلِهِ‌ مَسْرُوراً- 84/ 9.

أي مرتفعا عنه الانقباض.

و أمّا قوله تعالى:. وَ يَصْلى‌ سَعِيراً إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ‌ مَسْرُوراً- 84/ 13.

ظهور حالة السرور بالإطلاق في الحياة الدنيا مذموم، فانّ المؤمن بشره في وجهه و حزنه في قلبه، و هو يدوم حزنه بلحاظ التوجّه الى قصوره و تقصيره في العمل بوظائف العبوديّة، و الوحشة عن سوء العاقبة.

فالسرور المطلق في الدنيا علامة الجهل و الغفلة، و يقابله الخوف و الخشية، و هذا خلاف السرور الحاصل للمؤمن في الآخرة، فانّه الفراغ عن العذاب، و التخلّص عن الاضطراب، و الوصول الى جزيل الثواب.

. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي‌ السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ- 3/ 134.

. وَ قالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَ السَّرَّاءُ- 7/ 95.

قلنا إنّ السرور هو الانبساط و خلوص الباطن و يقابله مطلق الانقباض بأيّ سبب كان، و الضرّ هو الشدّة و الضيق و سوء الحال، و الظاهر أنّ هذه الصيغة للتأنيث صفة كحمراء.

و لا يخفى أنّ لبّ الإنسان و باطنه لا يخلو من إحدى الحالتين السرّاء، و الضرّاء، و الإنسان لازم له أن يكون حاكما على الحالتين لا محكوما و مغلوبا تحت تأثيرهما و اقتضائهما.

و أمّا تقديم السرّاء في الآية الاولى و تأخيرها في الثانية: فانّ الإنفاق في السرّاء أشدّ اقتضاء للتقدير و التوجّه، من حالة الضرّاء و الشدّة. و أمّا الثانيّة فانّ النظر فيها الى نزول العذاب و البأساء و الشدّة الى آبائهم-. أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ثُمَّ بَدَّلْنا ... الآية.

و يناسب هذه المعنى: مفهوم السريرة، و هو الحالة الباطنيّة القلبيّة الخالصة، و باعتبار أنّ كلّ صفة مكنونة في القلب مستسرّة: يطلق على كلّ من هذه الصفات أنّها سريرة، و جمعها سرائر.

و هكذا أسرار الكف و سرّة البطن و أسرّة الوجه و الحديث المستسرّ و غيرها.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست