نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 105
الباء للتأكيد، و حرف الى: في الآيتين متعلّق بما بعده، أي الحديث و
المودّة، أي أسرّ الحديث الملقى الى بعض أزواجه، و تسرّون المودّة المتعلّقة اليهم
عن غيرهم، و هو إخفاء المودّة.
فظهر أنّ المادّة في الموردين مستعملة في الأصل لا بمعنى الإظهار.
.وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ماتُسِرُّونَوَ ما تُعْلِنُونَ- 16/ 19.
.إِنَّا نَعْلَمُ مايُسِرُّونَوَ ما يُعْلِنُونَ- 36/ 76.
.أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُسِرَّهُمْوَ نَجْواهُمْ- 43/ 80.
إنّ الإنسان محدود بالحدود المادّيّة و الحجب الطبيعيّة و هو يرى و
يسمع و يلمس بهذه القوى البدنيّة الظاهريّة، و هذه القوى و الحواسّ محدودة و
مقيّدة بحدود و شرائط و قيود زمانيّة و مكانيّة و ذاتيّة.
و أمّا اللّه عزّ و جلّ: فهو منزّه عن كلّ حدّ و عن أيّ حجاب ذاتيّ و
داخليّ و خارجي و عرضي، فهو سميع بصير من دون أيّ حدّ و ضعف.
و سائر المفاهيم المستعملة فيها المادّة: راجعة الى الأصل:
أمّا مفهوم الخالص و الصميم و الشريف: فانّ خالص كلّ شيء هو حقيقته
الذاتيّة و باطنه الأصيل الصافي عن الكدورات و العوارض و التلوّنات الخارجيّة و
التحوّلات الظاهريّة. فيقال هو من سرّ قومه، و هنالك سرّ الوادي و سرارته أي أطيبه
و خالصه.
و قريب من هذا المفهوم: معنى السرور، فانّ حقيقته انبساط في الباطن و
صفاؤه و خلوصه عن عروض تحوّلات توجب الانقباض و الحزن و التألّم و التكدّر و
التلوّن.