نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 108
ما يطلع منه.
صحا-السُّرْعَةُ: نقيض البطء، تقول منه: سَرُعَ سِرَعاً مثال صغر صغرا، فهو سريع، و
عجيب من سرعة ذاك و سرع ذاك، و أسرع في السير، و هو في الأصل متعدّ، والْمُسَارَعَةُالى الشيء: المبادرة اليه، و
تسرّع الى الشرّ، و سرعان: ثلاث لغات.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو ما يقابل البطء، و هو أعمّ من
أن يكون في أمر مادّيّ أو معنويّ و في خير أو شرّ.
فالسرعة في أمر مادّيّ:.فَتَرَى الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌيُسارِعُونَفِيهِمْ- 5/ 52.
و في أمر معنويّ كما في:.وَسارِعُواإِلى مَغْفِرَةٍ
مِنْ رَبِّكُمْ- 3/
133.
و في الخير:.أُولئِكَيُسارِعُونَفِي الْخَيْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ- 23/ 61.
و في الشرّ:.وَ تَرى كَثِيراً مِنْهُمْيُسارِعُونَفِي الْإِثْمِ وَ
الْعُدْوانِ- 5/
62.
و الفرق بين هذه المادّة و موادّ الجدّ و الجهد و المبادرة و العجلة:
إنّ التعجيل: هو سرعة خارجة عن الاعتدال، و هو مذموم غالبا.
و المبادرة: هو السبقة في سرعة، أو سرعة مع سبقة.
و الجهد: بذل الطاقة في الوصول الى المقصود.
و الجدّ: عزم و قطع مع العظمة، أو ما يتحصّل من الجلال و العظمة.
فالسرعة مطلق مبادرة، و المسارعة و السراع: تدلّ على إدامة الفعل، و
التسارع مطاوعة المسارعة. و السريع فعيل: يدلّ على ثبوت الحدث و الحركة لمن ينتسب
اليه.
.سارِعُواإِلى مَغْفِرَةٍ- يدلّ على الأمر بادامة السرعة الى المغفرة و دوامها.
.وَ اللَّهُسَرِيعُالْحِسابِ*- أي إنّ سرعة الحساب و تسريعه ثابتة له تعالى، و قلنا في الحسب: إنّه
بمعنى الاختبار و النظر بقصد السبر و التطلب.
فهو تعالى لا يؤخّر المحاسبة، و لا يمهل أحدا في تطلّب ما له و ما
عليه، فهو يوفّي كلّ أحد حسابه بالفور.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 108