نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 120
7-لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا: يشعر بانّ شهود الآيات
الخاصّة له تعالى إنّما يتحصّل بعد الوصول الى هذا المقام، فانّ من لم ينقطع عن
نفسه و عن أنانيّته و عمّا يتعلّق به حقّ الانقطاع: كيف يمكن له شهود آيات الحقّ و
معاينة تجلّيات الجلال و الجمال كما هو-.إِذْ يَغْشَى
السِّدْرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى، لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ
رَبِّهِ الْكُبْرى.
8- الإسراء: قلنا إنّه سير سرّا، و هذا الإسراء كذلك، و هو جريان خاصّ و
فضل مخصوص و لطف ممتاز و رحمة رحيميّة، لا ينال به إلّا من اختاره اللّه في الأوّل
و في مقام التربية ثانيا.
و يناسب هذه الحقيقة ذكر السبّوحيّة المقتضية للافاضة المناسبة، و
ذكر العبوديّة المشعرة بتحقّق الاقتضاء في المورد و وجود الاستعداد الخاصّ، و ذكر
المسجد مشيرا الى تحقّق حالة الخضوع التامّ و انتفاء الأنانيّة.
9- و أمّا تفسير المسجد الأقصى بمسجد القدس في بيت المقدّس: فلا يلائم
المورد. فأوّلا- فانّ الأقصى بمعنى الأبعد الأعلى، و مسجد القدس ليس بأبعد مسجد من
مكّة المكرّمة.
و ثانيا- إنّ الاسراء الى مسجد القدس أمر ماديّ ظاهريّ و لا فائدة
فيه أزيد ممّا في تشرّف و رحلة اليه، و لا سيّما أن ذلك المسجد و تلك الأراضي كانت
تحت سلطة من ايران و الروم، بين نفوذ مسيحيّة و زردشتيّة، و ذلك في زمان سابور ذي
الأكتاف.
و ثالثا- إنّ الآية مصرّحة بأنّ الإسراء كان من المسجد الحرام الى
المسجد الأقصى، فيكون منتهى السير هو المسجد الأقصى، و أمّا ما فوقه من عوالم اخر
فلا يدلّ عليه هذا الكلام الشريف.
و رابعا- إنّ السير الى ما فوق المسجد الأقصى إمّا في جهة مادّيّة أو
روحانيّة:
فالأوّل لا يفيد عروجا معنويّا و معرفة إلهيّة أزيد ممّا في السير في
الأرض. و الثاني لا يلائم السير في الجهة الاولى.
و خامسا- إنّ الإسراء المادّيّ لا يلائم كلمات- سبحان، أسرى، عبد،
المسجد، اللّيل، المباركة- إراءة الآيات.
10- إنّ هذا الإسراء كان روحانيّا في جسمانيّة: بمعنى انّ مشاهدة تلك
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 120