نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 124
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الاصطفاف مع النظم في كتابة أو
انسان أو شجر أو أحاديث أو غيرها ماديّا أو معنويّا.
يقال سطر من الكتاب و من الشجر و من الأحاديث و من الإنسان و من
الكتاب المحفوظ و من اللوح و من الوحي.
و أمّاالْأُسْطُورَةُوالْإِسْطَارَةُوالْأَسْطِيرُ: فمزيدة و تدلّ على زيادة و إضافة عن السطر الطبيعي، و هو السطر
المجعول. و هكذا التسطير و هو جعل السطر، أي السطر المصنوع المجعول.
و الاستطار افتعال يدل على اختيار السطر، و هو مستطر و مستطر، و
السيطرة ملحق بباب فعللة: بمعنى الاصطفاف في قبال شيء و عليه.
يراد مطلق ما يكتب و يضبط فيه الأمور و الجريانات الواقعة و الأحكام
اللاحقة و المقدّرات المربوطة، و هذا الكتاب إمّا تكوينيّ أو تدوينيّ أو أنفسيّ، و
كلّ منها فيه يضبط امور مربوطة به، فالقرآن كتاب تدوينيّ مسطور فيه الأحكام
التكليفيّة و الضوابط الاخلاقيّة و المعارف الإلهيّة. و النفس الانسانيّ كتاب
مسطور فيه ضوابط الصفات و الخلقيات و الطبائع و القوى، و كلّما اشتدّ الروح قوّة و
كمالا اشدّ احتواء و ضبطا، الى أن يقال إنّه كتاب مبين جامع المراتب و المقامات.
فكلّ كتاب في اللاهوت يحتوي ما لا يحتويه الكتاب الجبروتي، و كلّ ما
في الجبروت يحتوي ما لا يضبطه الكتاب الملكوتيّ، و هكذا الى أن يصل الى عالم اللفظ
و التدوين، فالتدوين ظهور و تجلّي من التكوين.
فمراتب ما وراء التدوين: لا يتصوّر فيها لفظ و كلام و مادّة و تزاحم
و تكاثف، بل هي من التكوينيّات، و كلّما قلّ فيه الحدود ازداد قوّة و نورا و ضبطا،
الى أن ينتهي الى الحيّ القيّوم العزيز العليم المحيط- راجع الكتاب.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 124