نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 129
فقوله تعالى-.فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ: يراد الشقاوة و السعادة
الفعليّين، لا ما كان مرادا في الحياة الدنيا، و على هذا يعبّر بقوله-فَفِي النَّارِ، ...فَفِي الْجَنَّةِ،لا بقول- يدخلون الى النار و
الجنّة، فانّهم بمقتضى اتّصافهم بهما فعلا فقد استقرّوا في النار و الجنّة، لا
أنّهم يستقرّون بعد.
و أمّا التعبير في-سُعِدُوا،بصيغة المجهول: إشارة الى أنّ السعادة كان من اللّه المتعال و
بتأييده و توفيقه كما في المرحلتين الأوليين، و هذا بخلاف الشقاوة فانّه بسوء
الاختيار و في نتيجة سوء العمل.
و أمّا تقديم الشقاء: فانّ المقام لبيان أحوال المشركين و الظالمين.
مقا- سعر: أصل واحد يدلّ على اشتعال الشيء و اتّقاده و ارتفاعه. من
ذلك السعير،سَعِيرُالنار، واسْتَعَارَهَا: توقّدها. و المسعر: الخشب الّذي يسعر به، فهي مسعرة و مسعورة، و يقال
استعر اللصوص، كأنّهم اشتعلوا. و من هذا الباب السعر و هو الجنون، و سمّي بذلك
لأنّه يستعر في الإنسان، و يقولون ناقة مسعورة، و ذلك لحدّتها كأنّها مجنونة.
فأمّا سعر الطعام فهو من هذا أيضا لأنّه يرتفع و يعلو.
صحا- سعرت النار و الحرب: هيّجتها و ألهبتها، و قرئ-.وَ إِذَا
الْجَحِيمُسُعِرَتْ،وسُعِّرَتْأيضا للمبالغة. و سعرناهم
بالنبل: أحرقناهم و أمضضناهم.
و المسعر و المسعار: الخشب الّذي تسعر به النار، و منه قيل للرجل:
إنّه مسعر حرب، أي تحمى به الحرب. و مساعر الإبل: آباطها و أرفاعها. و استعر الجرب
في البعير: إذا ابتدأ بمساعره. و استعرت النار و تسعّرت أي توقّدت، و السعير:
النار.فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ*- قال الفرّاء: العناء و العذاب، و السعر أيضا: الجنون.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 129