responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 128

و هذا المعنى إمّا في ذات من حيث هو، تكوينا و اسْتِعْدَاداً، و إمّا في عمل من جهة توفيق الأعمال الصالحة.

و يقابل هذا المفهوم: الشقاء و النحوسة، أي حالة شدّة و عناء و كلفة تمنع عن الخير و الصلاح و الفضل و السلوك الى الكمال.

و أمّا جملة- لبّيك و سَعْدَيْكَ‌: فمفهومها قياما لك و في محضرك و في الخدمة و العمل لك، و الفعل مقدّر- البّ لبّا.

و في حالة مهيّأة للعمل الصالح و السلوك اليك و طلب الفضل و الكمال، بمعنى وجود الاقتضاء و التهيّؤ للخير و الصلاح أسعد سعدا.

. يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ‌، .... وَ أَمَّا الَّذِينَ‌ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها- 11/ 108.

أي لا تقدر نفس أن تظهر ما في نفسها من إحاطة العظمة و السطوة و الهيبة، الّا أن يؤذن بالإظهار، فيومئذ يكون الناس على صنفين، إمّا شقيّ و هو في حالة الشدّة و العناء، فهو بمقتضى تلك الشدّة و الكلفة يكون له زفير و شهيق و هو في النار.

و إمّا سَعِيدٌ و هو في حالة الشوق الى اللقاء و العلاقة بالروحانيّات، فهو بمقتضى تلك الحالة الفعليّة له مستقرّ في الجنّة.

فظهر أنّ‌ السَّعَادَةَ لها ثلاث مراحل، الأولى- السعادة الفطريّة الذاتيّة بحسب اقتضاء الأسباب و العلل، من الخصوصيّات في الوالد و الأمّ و الزمان و المكان و الغذاء و الرحم و التحوّلات فيها، الى أن يستعدّ لنفخ الروح، فهو في تلك الحالة بعد هذه التحوّلات و الشرائط و المقتضيات امّا له درجة من السعادة أو في منزلة من الشقاء.

و الثانية- السعادة المكتسبة بالأعمال و العبادات و الطاعات و الرياضات، فانّ كلّ نفس مكلّف بمقدار وسعه و على ما آتيها، و العمل الصالح بأيّ كيفيّة كان و في أيّ مقام و حالة: يؤثّر في إيجاد السعادة، و يوجب قوّة و روحانيّة و انشراحا في الصدر.

و الثالثة- السعادة الفعليّة المتحصّلة من المرحلتين الذاتيّة و المكتسبة: و هي المتظاهرة في الآخرة، و هي مبنى الثواب و العقاب.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست