أي لا تقدر نفس أن تظهر ما في نفسها من إحاطة العظمة و السطوة و
الهيبة، الّا أن يؤذن بالإظهار، فيومئذ يكون الناس على صنفين، إمّا شقيّ و هو في
حالة الشدّة و العناء، فهو بمقتضى تلك الشدّة و الكلفة يكون له زفير و شهيق و هو
في النار.
و إمّاسَعِيدٌو هو في حالة الشوق الى اللقاء و العلاقة بالروحانيّات، فهو بمقتضى
تلك الحالة الفعليّة له مستقرّ في الجنّة.
فظهر أنّالسَّعَادَةَلها ثلاث مراحل، الأولى- السعادة الفطريّة الذاتيّة بحسب اقتضاء
الأسباب و العلل، من الخصوصيّات في الوالد و الأمّ و الزمان و المكان و الغذاء و
الرحم و التحوّلات فيها، الى أن يستعدّ لنفخ الروح، فهو في تلك الحالة بعد هذه
التحوّلات و الشرائط و المقتضيات امّا له درجة من السعادة أو في منزلة من الشقاء.
و الثانية- السعادة المكتسبة بالأعمال و العبادات و الطاعات و
الرياضات، فانّ كلّ نفس مكلّف بمقدار وسعه و على ما آتيها، و العمل الصالح بأيّ
كيفيّة كان و في أيّ مقام و حالة: يؤثّر في إيجاد السعادة، و يوجب قوّة و روحانيّة
و انشراحا في الصدر.
و الثالثة- السعادة الفعليّة المتحصّلة من المرحلتين الذاتيّة و
المكتسبة: و هي المتظاهرة في الآخرة، و هي مبنى الثواب و العقاب.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 128