و لا يخفى أنّ التبابعة و أصحاب الأخدود كانت من هؤلاء الملوك، كما
مرّ في مادّتي- تبع، خدّ.
و ظهر أنّ ملكة سبأ و هي بلقيس بنت هدهاد أو هدّاد: كاتبها سليمان و
راودها على التسليم فأجابت و أقبلت اليه.
ثمّ من المقطوع وسعة ملك سليمان (ع) و بلوغها الى الحجاز، فتقرب من
أراضي اليمن و محدودة سبأ و مأرب.
و أمّا جريان سيل عرم في مأرب و خراب سدّها: فلا يبعد أن يكون بعد
التبابعة و في أثر مظالمهم و كفرهم، أو بعد صاحب الأخدود.
و أمّا البحث و التحقيق عن خصوصيّات هذه الوقائع الجزئية الخارجيّة
فخارجة عن برنامج هذا التأليف، مع قصور المآخذ.
و أمّا إحضار بلقيس: فلا مانع منه إذا قويت النفس و كانت نافذة
إرادتها، و هذا الموضوع ثابت محقّق في علم النفس، فكيف إذا صرّح به القرآن الكريم،
و هو من المعجزات و الخوارق الّتي آتاها اللّه تعالى لأنبيائه و أوليائه تكوينا. و
قد يتراءى أمثال هذه الموضوعات من المرتاضين.
و قد سبق في داود: أنّه (ع) تولّد في القرن الحادي عشر قبل الميلاد و
في القرن السادس من وفاة موسى (ع)، فيكون زمان حياة سليمان (ع) و بلقيس قريبا من
هذا الزمان.- راجع- سلم، عفر، هدهد.
سبب
مصبا-سَبَّهُسَبّاً،فهوسَبَّابٌ،و منه قيل: للإصبع الّتي تلي الإبهام سبّابة لأنها يشار بها عند
السبّ، والسُّبَّةُ: العار، وسَابَّهُمُسَابَّةًو سِبَاباً، و اسم الفاعل منه
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 13