سبق في سعد: أنّ السَّعَادَةَ لها ثلاث مراحل: سعادة ذاتيّة
تكوينيّة، و سعادة مكتسبة تحصيليّة، و سَعَادَةٌ متحصّلة اخرويّة، و كلّ منها
إنّما ينتج و يؤثّر و يتحقّق له فعليّة و ثبوت: إذا تحقّقت السعادة الاكتسابيّة،
فانّ بهذه السعادة تتمّ السعادة الذاتيّة و تحيي الفطرة السليمة و تتحقّق لها
فعليّة، و في نتيجة هذا التحقّق في هذه المرحلة:
تتحقّق المرحلة الثالثة الاخرويّة، و إذا انتفت السعادة الاكتسابيّة
و ضلّ السعي في الحياة الدنيا و اكتساب الأمور الماديّة: انتفت السعادة كلّا و لم
يتحصّل منها شيء.
فليس شيء ينفع للإنسان في الآخرة إلّا سعي سعى لها في الدنيا، حتّى
يحفظ فطرته الأصيلة السليمة و يقوّيها و يكمّلها بالسعادة الاكتسابيّة.
فانّ المؤمن هو المنقطع عن العلائق النفسانيّة و المرتبط المتعلّق
باللّه عزّ و جلّ، و من يرتبط به تعالى و يجعل نفسه خالصا طاهرا عن الشوائب و
الحجب: استعدّ للاستفاضة و الاستنارة، و يكون جميع أموره و أعماله و حركاته على
بصيرة و نور من اللّه تعالى، فيتجلّى نور وجوده، و يتظاهر أشعّة حياته الخالصة
الروحانيّة.