نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 189
و من لوازم هذا المعنى: مفاهيم التخلّص من الآفات و النجاة من
العاهات و الصحّة و العافية من النقص و العيب.
و أمّا مفهوم الخذلان في قولهم- أسلمته أي خذلته: فمأخوذ من السلم،
أي جعلته سلما موافقا و منقادا، فهو من آثار الأصل.
و أمّا استلام الحجر: فهو افتعال و هو بمعنى المطاوعة و الاختيار، و
المعنى اختيار التسلّم في قبال الحجر الأسود الّذي شرّفه اللّه حول البيت، و
التسلّم يتجلّى بتعظيمه كتعظيم البيت و تقبيله و مسّه بقصد التيمّن.
و امّا الإطلاق في الحجارة: فكأنّها مصاديق طبيعيّة للتسلّم، و هذا
المعنى متحقّق في الدلو للسقاء أيضا، حيث إنّه مسخّر و منقاد.
السلم مصدر بمعنى التوافق و رفع الخلاف و الخصومة. و تشير الآيتان
الكريمتان الى أنّ الأصل الأوّلي في الإسلام هو المسالمة إذا تمايل المخالف، و لا
يجوز الاستسلام و طلب المسالمة من جانب المسلمين ابتداء، فانّ هذا علامة الوهن و
الضعف في إرادة المسلمين و إيمانهم، فانّهم الأعلون إن كانوا مؤمنين.
السلم أيضا مصدر كتعب، و الإلقاء بمعنى الإظهار و الإبلاغ، و الآيتان
الأوليان تدلان على نفي التعرّض و السبيل على المخالفين إذا أظهروا الاعتزال و
ألقوا السلم في الدنيا. و الأخيرتان إشارة الى إظهار السلم منهم في الآخرة و بعد
انقضاء
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 189