أي التسليم و جعل هذا العمل متعلّقا بالغير، كتسليم التحيّة و تسليم
النفس و تسليم ما آتيتم، و المراد جعل هذه الموضوعات مسلّمة و في سلم في هذه
الموارد، في كلّ مورد بحسبه.
و التعبير في هذه الموارد بهذه المادّة دون ما يماثلها من التأدية و
الإيتاء و الإعطاء و الدفع و غيرها: إشارة الى تحقّق مفهوم السلم و أن لا يبقى
أدنى خلاف و بغض، و يكون هذا من خلوص النيّة.
ثمّ إنّ متعلّق التسليم و الإسلام إمّا أمر مادّيّ أو روحانيّ:
فالأوّل كما في:.إِذاسَلَّمْتُمْما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ.
ما تريدون إيتاءه في مقابل الرضاعة، و كما في:.وَ لَوْ أَراكَهُمْ
كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَ لَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَ لكِنَّ اللَّهَ
سَلَّمَ- 8/
43.
أي جعلكم سلما متوافقين في مقابل العدوّ.
و الأمر الروحانيّ كما في:.يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُواتَسْلِيماً- 33/ 56.
أي اجعلوا أنفسكم و قلوبكم سلما و موافقا قبال رسول اللّه (ص). و
نظيرها قوله تعالى:.ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواتَسْلِيماً- 4/ 65.
أي حتّى لا يبقى خلاف باطنيّ و استنكار قلبيّ بل يوافقون من جميع
الجهات
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 190