نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 191
و يسلّمون أنفسهم و قلوبهم فيما قضى (ص).
و الإسلام أيضا من جهة متعلّقه كذلك، فالمادّيّ كما في:.سَتُدْعَوْنَ إِلى
قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْيُسْلِمُونَ- 48/ 16.
يراد إظهار التسلّم و كونهم سلما في المرتبة الاولى من الإسلام. و
كما في قوله تعالى:.أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَ أْتُونِيمُسْلِمِينَ- 27/ 31.
يراد الاطاعة و الاتّباع في الظاهر.
و الروحانيّ كما في:.وَ أُمِرْتُ أَنْأُسْلِمَلِرَبِّ
الْعالَمِينَ- 40/ 66.
فظهر أنّ الإسلام عبارة عن جعل شيء سلما أي موافقا متلائما لا يبقى
خلاف و لا ترى جهة مغايرة و منافرة.
و للإسلام مراتب: الأوّل- اسلام في أعمال الظاهريّة و في الأركان
البدنيّة و الجوارح و الأعضاء الجسمانيّة، كما في:.قالَتِ الْأَعْرابُ
آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُواأَسْلَمْنا- 49/ 14.
و المرتبة الثانية- جعل النفس سلما و موافقا في الظاهر و الباطن،
بحيث لا يبقى خلاف في أعماله و في نيّاته و قلبه، كما في:.إِنْ تُسْمِعُ
إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْمُسْلِمُونَ*- 30/ 53.
و المرتبة الثالثة- رفع الخلاف كلّا، سواء كان في عمل أو في نيّة أو
في إنّيّة ذات، ففي هذه المرتبة لا يبقى إنيّة و لا تشخّص نفسيّ، و لا رؤية نفس، و
يكون وجوده مستغرقا في بحر الوجود الحقّ، و فانيا في عظمة نوره تعالى، و في هذا
المقام يقلع أثر الخلاف من أصله، و هو الإنّيّة، و يتجلّى حقيقة مفهوم التسلّم و
الموافقة الحقّة المطلقة-.إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِالْإِسْلامُ- 3/ 19.
فانّ الإسلام المطلق الكامل هو يكون متحقّقا في هذا المقام.
و أمّا السلام: فهو مصدر كالكلام، و معناه السلم و السلم، بزيادة في
مفهومه لزيادة في لفظه و مبناه، و هو التوافق الكامل و رفع أيّ خلاف في الظاهر و
الباطن.
و قلنا إنّ السلم في ذات الشيء من حيث هو: عبارة عن تحقّق الاعتدال
و النظم الكامل فيما بين الأجزاء و تنزّهه عن النقص و العيب، فانّ التوافق الحقّ
فيما بين
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 191