فتدلّ الآيات على ما ذكرنا من مفهوم السلام، فانّ السلام قد ذكر فيها
مربوطا و منوطا بالعمل و الاصطفاء و التطيّب و الصبر، و يذكر بانّ نتيجة السلام هي
دخول الجنّة، و ليس هذا إلّا أن يتحقّق الاعتدال و يتنزّه عن النقص و العيب، و
يتحصّل حقّ الخلوص و الصفا و الطهارة و النظم الكامل.
و يدلّ على هذا المعنى أيضا: التعبير بقوله تعالى-.سُبُلَالسَّلامِ،.دارُالسَّلامِ*، في قوله:
يراد دار فيها اعتدال و صفاء و طهارة و نظم كامل، خالية عن النقص و
العيب.
و أمّا السلام و هو من أسماء اللّه عزّ و جلّ: و هو المصداق الأتمّ
الأكمل الحقّ من هذا المفهوم، ليس في وجوده أقلّ نقطة من الضعف و الحاجة و الفقر و
النقص و المحدوديّة، و ليس في ذاته عزّ و جلّ أثر من خلاف، و هو الحقّ المطلق، و
المنزّه عن كلّ ما يتصوّر من الضعف، سبحانه و تعالى عمّا يقولون.
و أمّا كونه تعالى في غاية التوافق و كمال السِلميّة: فانّ ذاته
تعالى المصداق الأتمّ من حقيقة الوفاق و السلميّة و الصلح و الرفق و السداد، و في
اثر هذه الصفة تتجلّى منه تعالى صفات الرحمة و العطوفة و الكرم، و هو الحنّان
المنّان الودود الرحمن الرحيم، سبقت رحمته غضبه، ليس في ذاته تعالى مثقال ذرّة من
بغض و خلاف و غضب و عدوان
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 192