responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 193

و محدوديّة في أمر أو في حقّ مخلوق. فانّ هذه الصفات انّما تنشأ من الضعف و الحاجة و الفقر و المحدوديّة. و هو الغنيّ العزيز.

و أمّا السَّلِيمُ‌: فهو فعيل و يدلّ على ثبوت صفة السلميّة في ذات الشي‌ء و يتنزّه عن النقص و العيب في حدّ ذاته.

. يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ‌ سَلِيمٍ‌- 26/ 89.

. وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ‌ سَلِيمٍ‌- 84/ 37.

يراد قلب طاهر من العيوب و النقائص، و حقيقته السلميّة و تحصّل مفهوم الوفاق و الصلح و الرفق في القلب، و هذه الحقيقة إنّما تتحقّق بالتنزّه عن العيوب.

و يظهر من هذا التعبير أنّ النافع المفيد للإنسان في يوم الجزاء و في مقام السير الى الكمال و السعادة: هو السلميّة المتحصّلة في القلب لا غير.

و لا يصحّ حمل الكلمة على الصحّة و العافية الظاهريّة، فانّ صحّة القلب المادّيّ لا تأثير لها في مقام الجزاء و الثواب و العقاب، مضافا الى أنّ هذه الصحّة المادّيّة تتبدّل في الآخرة بسنخ آخر يلائم تلك الدار.

و كذلك في الآية الكريمة:. وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَ هُمْ‌ سالِمُونَ‌- 68/ 43.

فليس المراد هو الصحّة و العافية، فانّ السجود بمعنى كمال الخضوع و منتهى التذلّل، و هو أمر باطنيّ قلبيّ و قد يظهر بصورة السجود الظاهريّ، فلا ارتباط بين الصحّة و حقيقة السجود.

فالمراد انّ وجودهم الجسمانيّ و الروحي كانا في وفاق و اعتدال و سلميّة فطريّة، و مع هذا الاقتضاء الفطريّ و الدعوة الإلهيّة: إنّهم كانوا في خلاف و تمرّد و عصيان عملا.

ثمّ إنّ السلميّة و الوفاق إمّا طبيعيّ فطريّ و إمّا إراديّ اختياريّ: فالطبيعيّ: ما يكون باقتضاء الفطرة و التكوين الإلهيّ، كما في قوله تعالى:

. أَ فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَ لَهُ‌ أَسْلَمَ‌ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌- 3/ 83.

فانّ كلّ موجود من الجماد أو النبات أو الحيوان أو الملائكة أو الإنسان و قد خلقوا

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست