نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 196
حياته، و لكلّ من تقدّم الى مائدة الملك سليمان كلّ واحد في شهره لم
يكونوا يحتاجون الى شيء، و كانوا يأتون بشعير و تبن للخيل و الجياد الى الموضع
الّذي يكون فيه كلّ واحد حسب قضائه، و أعطى اللّه سليمان حكمة و فهما كثيرا جدّا و
رحبة قلب كالرمل الّذي على شاطئ البحر، و فاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق و
كلّ حكمة مصر، و كان أحكم من جميع الناس، و تكلّم بثلاثة آلاف مثل و كانت نشائده
ألفا و خمسا، و تكلّم عن الأشجار من الأرز الّذي في لبنان الى الزوفا النابت في
الحائط، و تكلّم عن البهائم و عن الطير و عن الدبيب و عن السمك، و كانوا يأتون من
جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الّذين سمعوا بحكمته.
قاموس الكتاب المقدّس- سليمان: أي المملوّ من السلامة، و هو خليفة
داود، و واحد من أبنائه الأربعة، من بتشبع.
قع- (شالوم) سلام، أمن، سكون، سلامة، صحّة.
و التحقيق
أنّ هذه الكلمة مأخوذة من اللغة العبريّة، كالسلّم، إلّا أنّ السلّم
في المعجم العبريّ بالسين المهملة، و سليمان مأخوذ من شالوم بمعنى الصحّة و هو
بالشين المعجمة، ثمّ إنّ مؤلّفي المعاجم العربيّة قد ضبطوا الكلمتين تحت عنوان
السلم اشتباها.
و في صموئيل الثاني و الملوك الأوّل و غيرهما من كتب العهد القديم:
كلّما يذكر اسم سليمان بالعبريّة، ضبط بهذا الضبط- شلمه، و تبديل المعجمة بالمهملة
في التعريب كثير، فيقال في سمع.
و ظهر أنّ سليمان بن داود عليهما السلام كان من الأنبياء العظام آتاه
اللّه الحكمة و الملك و العلم من لدنه، مبعوثا بعد رحلة أبيه سنة 962 قبل الميلاد
تقريبا، و مضى لوفاة موسى (ع) قريب من 575 سنة.