و الثاني كما في:.إِنَّاسَمِعْناقُرْآناً عَجَباً ...،.نَفَراً مِنَ الْجِنِيَسْتَمِعُونَالْقُرْآنَ ...،.وَ أَنَا اخْتَرْتُكَفَاسْتَمِعْلِما يُوحى ...،.لايَسَّمَّعُونَإِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى.
و الثالث كما في:.قَدْسَمِعَاللَّهُ قَوْلَ
الَّتِي تُجادِلُكَ
...،.إِنَّ
اللَّهَ كانَسَمِيعاً.
و كشف المرام في هذا الموضوع يتوقّف على تبيين امور:
1- سماع الكلام في الإنسان: إنّما يتحقّق بوصول الاهتزازات الهوائيّة و
التموّجات الحاصلة الى صماخ الاذن، ثمّ تنتقل تلك الاهتزازات الصوتيّة بواسطة
الأعصاب في الاذن، الى مخّ الجمجمة.
2- المدرك بالأصوات و كذلك بسائر المدركات: هو النفس، و إذا فرض السماع
المادّي: فلا بدّ من سلامة و صحّة و نظم في الأذن، لكي يتحقّق السمع بواسطته، و
تستوي القوّة السامعة فيه، و يكون الإدراك به تامّا.
3- المدرك بالمدركات و المحسوسات في الموجودات البرزخيّة كالجنّ و
الشياطين و كذلك الانس في عالم برزخه: هو الوسائط و الأعضاء البرزخيّة اللطيفة، و
يشبّه هذا العالم عالم الجنّة و النار و أهلهما، فانّ الآخرة جسمانيّة لا
جسدانيّة. و مع هذا فانّ المدرك الحقيقيّ الأصليّ هو الروح.
4- المدرك في عالم العقول: هو نفس الروح المجرّد السميع في ذاته من دون
آلة و واسطة، و هذا العالم مظهر الصفات و الأسماء الإلهيّة، لا فرق بينها و بينه
الّا أنّها مخلوقة و محدودة ذاتا، و اللّههُوَ الْأَوَّلُ وَ
الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُو الحقّ القيّوم لا إله إلّا
هو العزيز الرحمن الرحيم.
5- إنّ اللّه عزّ و جلّ هو المنزّه عن الحدود الماديّة و الجسمانيّة و
الذاتيّة و هو الأزليّ الابديّ الحيّ المريد المحيط المدرك.
فهو تعالى أكبر و أعلى من عالم المادّة الّتي هي محدودة بأبعاد
الزمان و أبعاد المكان
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 209