إشارة الى أنّ هؤلاء المنافقين لهم أبدان سالمة و أجسام ضخمة و صور
منظّمة و هياكل جالبة و منطق صحيح، إلّا أنّ عقولهم سقيمة و أفكارهم منحرفة و
أرواحهم في حجاب من الجهل و الظلمة و الغواية و الضلال.
فكأنّهم خشب يابسة خالية عن الحياة و هي مستندة الى جدار ليس لها
تمييز و لا إدراك و لا شعور و لا طمأنينة و سكون.
فظهر لطف التعبير بالمادّة: فانّ الاعتماد و الركون و الاتّكاء و
التمكّن فيها دلالة على الاستقرار في النفس و التمكّن و التمايل و الاستقامة.
و أمّا التعبير بصيغة التفعيل مفعولا: للاشارة الى أنّ ذلك الاستناد
إنّما هو من جانب آخر، و ليس لهم اختيار في ذلك ايضا.
سندس
مصبا- سدس: والسُّنْدُسُفُنْعُل: و هو ما رقّ من الديباج.
المعرّب 177-السُّنْدُسُ: رقيق الديباج، لم يختلف فيه المفسّرون. و قال الليث: السندس ضرب من
البزيون يتّخذ من المرعزاء، لم يختلف أهل اللغة في أنّه معرّب.
مفر- والسُّنْدُسُ: الرقيق من الديباج، و الإستبرق الغليظ منه.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الديباج الرقيق اللطيف، كما أنّ
الإستبرق ديباج غليظ. و أنّهما اسمان غير متصرّفين مأخوذان من لغة خارجيّة فارسيّة
أو روميّة، و لم أجد في المآخذ الّتي كانت موجودة عندي ما يبيّنها أزيد من هذا
المقدار.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 233