نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 254
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الفضاء المتّسع أمام الدار
متّصلا بها، سواء كان محوّطا بالحائط أم لا، و سواء كان في ملك صاحب الدار أم لا.
و لم أر مشتقّا من هذه الكلمة.
قد عبّر في المورد بالساحة: فانّها مشرفة على الدار، و الدار تحت
استيلائها دائما، و حياة الرجل و إدامة معاشه تحت وسع هذه المحوّطة، و هي فضاء
للتنفّس و انطلاق المرء، و نزول العذاب عليها آخر وقت للهلاك، كنزول العدوّ عليها.
و التعبير بحرف الباء: يدلّ على الفعليّة و التصاق العذاب و وصوله.
و التعبيربِسَاحَتِهِمْدون ساحة الدار لهم: إشارة الى أنّ نزول العذاب نزول الى فضائهم من
دون واسطة الدار، فيصيرون تحت إحاطة ذلك العذاب مغرقين فيه- فساء صباحهم.
هذا بالنسبة الى التفسير الظاهريّ، و أمّا تطبيق الآية الكريمة على
المعنى المعنويّ الحقيقيّ: فانّ العذاب الموعود هو العذاب الاخرويّ، و هو أخذة
رابية شديدة-.ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ- فإذا نزل بساحتهم و أحاطهم و
ختم على قلوبهم: فيصبحون على أشدّ ابتلاء و يصيرون الى أسوأ حالات.
و هذا هو العذاب المستمرّ الّذي لا مفرّ منه، و يدوم الى الأبد، و هو
النازل بهم و بساحتهم و يحيط بهم، فساء صباحهم.
و يؤيّد هذا المعنى: التعبير بقوله:نَزَلَبِساحَتِهِمْ،و- ساء صباحُهم- على ما أشرنا الى خصوصيّاتها إجمالا.
سود
مصبا-السَّوَادُ: لون معروف، يقال:سَوِدَيَسْوَدُمن باب تعب، فالذكر
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 254