responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 27

مرتبة و من ضعف الى قوّة، و ذلك بتقدير العزيز العليم في أصل التكوين، و هذا السير لا يتحقّق إلّا بجريان طبيعيّ مقدّر من اللّه تعالى، و لا يمكن لأحد أن يملك اختيار هذا التحويل و التسبيح المقدّر إلّا من أوّل التكوين و الخلق ثمّ بالقوى المودّعة في ذوات الأشياء و في أنفسها. و هذا بخلاف مفاهيم التزكية و التطهير و التقديس و التبرئة و أمثالها ممّا يرجع الى تغيير في العوارض و الحالات.

و على هذا فلم يرد اطلاق التسبيح العملّي من أحد بالنسبة الى آخر، و إن كان من جانب اللّه العزيز القدير، فانّه قدّر الخلق أوّلا على ما قدّر و على احسن نظم و أكمل صورة، و لم يجز لأحد أن يبدّله و يتصرّف فيه.

نعم إذا ورد جريان أمر على خلاف التقدير الإلهي: فهو استثنائيّ و خارج عن قانون الخلق و التقدير، و من هذا القبيل المعجزات و الخوارق.

. يُسَبِّحُ‌ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ- 64/ 1.

. يُسَبِّحُ‌ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ‌- 62/ 1.

فذكر المالكيّة بعد التسبيح يشعر الى هذا المعنى.

4- قلنا إنّ التسبيح على قسمين تسبيح اللّه عزّ و جلّ و تسبيح النفس للّه:

و هذان القسمان في مقام الإنسان مفهومان لنا. و أمّا في المقامات العالية و السافلة:

فتسبيح النفس للّه في كلّ مرتبة: هو تنزيه الذات عن النواقض و العيوب الّتي في تلك المرتبة حتى تصل الى مرتبة فوقها و تفنى فيها، ليتحقّق حقيقة الشهود.

و أمّا تسبيح اللّه تعالى في المراتب بالقول: فانّ القول بمعنى الإظهار لما في الباطن، و هذا المعنى يختلف في أنواع الموجودات و المراتب، ففي كلّ مرتبة و جنس و نوع باقتضاء فطرته و خلقته.

فالبيان المظهر لما في الباطن: يكون في بعض بالنطق بكلمات و لغات بتنوّعها، و في بعض بأصوات مخصوصة مختلفة، و في بعض بتحوّلات و حركات و إشارات مخصوصة، و في بعض بتغيّرات و تبدّلات، و هكذا.

فالبيان بمعنى الإبراز و الإظهار، و لا يختصّ بالنطق و الكلام، بل لكلّ نوع من الموجودات بيان خاصّ من الأحوال و الأطوار و الحركات و الأصوات و اللغات‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست