responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 28

المختلفة.

فكلّ نوع من أنواع الموجودات يسبّح اللّه عزّ و جلّ ببيانه الخاصّ به.

ثمّ إنّ حقيقة التُسْبِيحِ‌ إنّما يتقوّم بما في الباطن من العلم و المعرفة و التوجّه و الشهود القلبي، و بتحقّق مفهوم التسبيح في الباطن، حتّى يستدعي الإظهار و البيان بأيّ نوع منه.

و حقيقة تحقّق التسبيح الباطنيّ الواقع: إنّما هو بتحقّق التنزّه و المحو و الفناء في المرتبة الخاصّة بأيّ نوع كان، فانّ المعرفة في حدّ العارف، و عرفان كلّ شخص بحسب وسعه و استعداده.

فكلّ فرد إنّما يعرف و يشاهد من التسبيح: ما يشاهده في نفس منه، أي ما يتحقّق من التنزّه و الفناء لنفسه في نفسه، فيشاهد عين هذه المعرفة و الشهود في هذه المرتبة، بالنسبة الى تسبيح اللّه عزّ و جلّ.

فإذا تحقّق فناء في مرتبة من مراتب الموجودات: فيتحصّل معرفة شهوديّ باطنيّ، و لو لم يوجد توجّه منه به كما في الجماد و النبات، و يتحصّل أيضا شهود حقيقيّ قهريّ بهذه المرتبة بالنسبة الى مرجعه و مآبه و منتهاه و ربّه و خالقه، سواء أراد هذا الشهود أم لم يرد و لم يتوجّه. فهذا حقيقة التسبيح.

و الى هذا المعنى أشار بقوله تعالى:. لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً- 17/ 44.

و لم يقل لا تسمعون تسبيحهم.

5- ظهر أنّ حقيقة التسبيح إنّما يتحقّق في تسبيح النفس، و كلّما ازداد تسبيح النفس و تنزّهه و فناؤه: ازداد حقيقة تسبيح اللّه المتعال و يشاهده شهودا عينيّا و يقينيّا.

و هذا المعنى أوجب التعبير بقوله تعالى:. سَبَّحَ‌ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌،. يُسَبِّحُ‌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌، أي يسبّحون و ينزّهون أنفسهم للّه و في سبيل تسبيح اللّه عزّ و جلّ.

و الى هذه الحقيقة يرجع مفهوم-

من عرف نفسه فقد عرف ربّه.

فانّ حقيقة معرفة الربّ في معرفة النفس، و حقيقة عرفان النفس و كماله و الوصول الى منتهى مرتبة

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست