نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 29
المعرفة: شهود فناء النفس في عظمة اللّه و جلاله و جماله.
و إذا شوهد هذا العرفان: تجلّى نور الحقّ و ظهر شهود الربّ، و ما
دامت الأنانيّة و تجلّيات النفس باقية: لا يمكن أن يشاهد نور الحقّ.
فظهر أنّ نتيجة تحقّق مفهوم التسبيح: هو تحقّق معرفة الربّ عزّ و
جلّ.
6- قد انكشف ممّا سبق أنّ التسبيح يتوقّف على الخضوع الكامل و كسر
الأنانيّة و الضعة التامّة و الفناء، و كلّما ازداد الانكسار و الانمحاء و الفناء:
ازداد التسبيح صفاء و نورا و مقاما.
و بهذه المناسبة: يذكر التسبيح في مقابل الاستكبار كما في:
و على هذا ورد التسبيح ذكرا للركوع و السجود في الصلوات، في الركوع
بوصف العظيم، و في السجود بصيغة الأعلى للتفضيل.
7- يذكر التسبيح في الآيات الكريمة و الأذكار الواردة، قرينا بالحمد:
فانّ من آثار التسبيح و لوازمه:الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ*.
فانّ العبد إذا رأى نفسه ذليلا خاضعا فانيا في قبال عظمة الربّ
تعالى: يرى اللّه تعالى مالكا مؤثّرا في جميع الشؤون، بيده الملك و الخير يعطي من
يشاء و يمنع عمّن يشاء، و هو مالك الملك و مدبّر الأمور، فلا يستحقّ أحد أن يحمد
إلّا هو اللّه الرحمن المعطي المنعم الأحد الصمد.