نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 30
و في التسبيحات الأربع:سُبحانَاللّه و الحمد للّه.
و في ذكر السجود:سُبْحَانَربي الأعلى و بحمده.
و الباء لتحقيق الربط بين التسبيح و الحمد، راجع مادّة- حمد.
8- فرق بين الإنسان و ما دونه و ما فوقه من جهة التنزّه و الفناء و كسر
آثار الأنانيّة:
ففي الجماد و النبات و الحيوان تنزّهات و انكسارات جزئيّة، في
تطوّرات حالاتها و جريان أمورها الطبيعيّة، و فناء طبيعيّ واحد كلّي في كلّ مرتبة
من مراتب هذه الأنواع، كالفناء من الجماديّة أو من النباتيّة.
و في الملائكة: فناء مستمرّ و شهود جلال و جمال دائمّي في جميع
الحالات و جريانات أمورهم و مقاماتهم. و هذا الشهود أيضا لهم فطريّ.
و أمّا الإنسان: فهو نسخة جامعة كاملة من مراتب الموجودات، و هو
خلاصة من العوالم الموجودة، و فيه استعداد قبول جميع الصور و الخصوصيّات.
مضافا الى أنّ فيه قوّة الانتخاب و الاختيار و المجاهدة و الحركة
الإراديّة: فهو مستعدّ للسير و السلوك و الترقّي الى مراتب الكمال، و الفناء من
مرتبة الى مرتبة و من عالم الى ما فوقها حتى يصل الى عالم التجرّد و النور.
9- قد ظهر أنّ تسبيح اللّه تعالى و تسبيح النفس متلازمان، و مفهومهما
يرجع الى حقيقة واحدة، و هي العلم الحضوريّ و المعرفة الشهوديّة في الباطن، فانّ
النفس إذا فني عنه نفسه: يكون وجها للربّ تعالى، و يتجلّى فيه نور الجلال و الجمال
و عظمة الحقّ، و يمحو آثار التشخّص و الأنانيّة، فيتحقّق التنزّه و السبح في العبد
بهذا الفناء، و يتجلّى نو السبّوحيّة الحقّة الإلهيّة، ففناء العبد عين ظهور
الحقّ، و سبحه مظهر سبّوحيّة الربّ تعالى.
و على هذا قد يطلق التسبيح مطلقا من دون متعلّق له، من ربّ أو عبد،
فيعمّ
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 30