responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 285

و يلزم للسالك أن يجاهد في تثبيت آثار و هو المنزل و التثبّت فيه حتّى لا يبقى له أدنى خلاف في سرّه و علنه، و يكون جميع جوارحه و أعضاء بدنه و قلبه في طاعة اللَّه تعالى و اتّباعه، قال عزّ و جلّ-. وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‌- فانّ عبادة اللَّه تعالى و السير في طاعته و اتّباعه هو سعادة العبد، و فيه صلاحه و كماله، و يقابله الضلال و الانحراف عن الحقّ، و اتّباع خطوات الشيطان.

3- منزل الحمد: و مرجعه الى رضى العبد و طمأنينة نفسه في قبال قضائه و حكمة تكوينيّا و تشريعيّا، و كون الربّ تعالى ممدوحا عنده من أيّ جهة و صفة، من جهة صفاته الذاتيّة و صفاته الفعليّة، و من جهة أوامره و نواهيه و تكاليفه المتوجّهة الى العبيد عامّة أو خاصّة.

فانّ العبد إذا توجّه الى أنّ صلاحه و سعادته و خيره في اتّباع الأحكام الإلهيّة و في عبوديّة الربّ و إطاعته و سلوك مرضاته: يعرف أنّ ما يريد و يقضي و يحكم و يقدّر إنّما هو خير و صلاح للعبد، و ما يريد إلّا إصلاح حاله و تكميل نفسه و إيصال الخير و الرحمة اليه.

فهو محمود في جميع فعاله و شئونه، ليس في حكمه وهن، و لا في عمله ضعف و لا في قوله خلاف، و لا في تدبيره اختلال، و لا يتصوّر له نقص و لا حاجة، و هو غنيّ في ذاته و في صفاته و في أفعاله.

فلا بدّ للعبد من تحقيق هذه الصفات الإلهيّة و معرفتها و اليقين بها، حتّى يكون مطمئنّا عليها، و حامدا له على كلّ حال، لا يبقى في نفسه أدنى درجة من اضطراب و اعتراض و ترديد.

فتحقّق هذه الصفة و تثبّتها في سرّ السالك إنّما يكون بعد تثبّت العبوديّة، و ما لم يتثبت في هذا المنزل: لا يتوقّع له الارتقاء الى منزل أعلى.

4- منزل السياحة: و هو سير معنويّ و حركة روحيّة في الأسماء و الصفات و التجلّيات الإلهيّة، و تحصيل المعرفة بالحقائق و المعارف اللاهوتية بتهذيب النفس و تزكيتها و تسليمها و رفع الحجب بتأييد اللَّه المتعال و حوله و قوته و لطفه و عنايته و توفيقه.

و هذا المعنى إنّما يتحقّق بالاتّصاف بالصفات العليا الإلهيّة، و التمكّن في‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست