نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 284
فإطلاق المادّة في مورد ظهور الماء و جريانه على وجه الأرض: إذا كان الجريان
بالدقّة، فكأنّه يتروّى و يتأمّل في حركته. و هكذا في ذهاب الرجل مع توجّه و تفكّر
في قبال وظائفه بينه و بين اللَّه تعالى و بنيّة الطاعة و العبادة. و هكذا ذهابه
بنيّة نميمة و إفساد و إيجاد شرّ. و كذلك في جريان الظلّ إذا فاء، فانّه بالدقّة و
التدريج و المحاسبة.
و أمّا العباءة المخطّطة و نحوها: فباعتبار التدبير و إعمال التفكّر
في خطوطها حين النسج، فيكون إجراء رسم الخطوط بالدقّة و النظر.
الخطاب للمشركين الناكثين عهودهم، و قد أمهل اللَّه لهم أربعة أشهر
حرم من شوّال، لكي يسيروا في الأرض منطلقين مع تفكّر و تروّي و نظر في جريان
أمورهم و أعمالهم و برنامج حياتهم و خصوصيّات أفكارهم و اعتقاداتهم، ثمّ إذا انقضت
تلك المدّة و لم يتنبّهوا و لم يهتدوا الى الصلاح و الرشد: فاقتلوهم.
فظهر لطف التعبير بالمادّة في المورد، دون ما يرادفها.
و قد رتّب اللّه عزّ و جلّ مراحل السالكين الى اللّه تعالى في سبعة
منازل:
1- منزل التوبة: و هو الرجوع الى اللَّه تعالى من العصيان و الخلاف، و
من التعلّق بالحياة الدنيا، و من الغفلة و الضلال. و هذا أوّل منزل للسالك الى
اللَّه تعالى، و لا بدّ له من العزم و التصميم و النيّة الخالصة القاطعة، حتّى
يخرج عن الخلاف و الضلال بالكلّيّة، و يتحقّق له التوبة القاطعة من دون ترديد و
تزلزل و ريب.
2- منزل العبوديّة المطلقة: و هو التذلّل و التعبّد و الاطاعة و
الاتّباع في جميع ما يريد اللَّه و يأمر و ينهى، حتّى يكون جميع أعماله و أقواله و
أحواله و برنامج أموره و ظاهره و سرّه على طبق حكم اللَّه تعالى و على ما تقتضي
وظائف العبوديّة، بحيث لا يرى منه غير الطاعة، و لا يشاهد منه غير الخضوع و
التذلّل.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 284