نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 288
و أمّا قوله-.سِيرُوافِي الْأَرْضِ*: فقد قيل حثّ على السياحة في الأرض بالجسم، و قيل حثّ على إجالة الفكر
و مراعاة أحواله- أبدانهم في الأرض سائرة و قلوبهم في الملكوت جائلة، و منهم من
حمل ذلك على الجدّ في العبادة المتوصّل بها الى الثواب، و على ذلك حمل-
سافروا تغنموا.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو حركة و ذهاب ظاهريّ مادّيا، كما
أنّ السرى هو سير في السرّ مادّيا أو معنويّا.
و سبق في السرى: الفرق بين هذه المادّة و بين موادّ- السيلان و
المرور و الذهاب و المشي و السلوك و المجيء و الجري و السبق و غيرها.
و قلنا: إنّ السيب هو جريان مع انطلاق، و السيح هو جريان مع نظر،
فيكون فيما بين موادّ- السرى و السير و السيب و السيح و السيل و السيع و السوغ
اشتقاق أكبر- راجع الموادّ.
و السيرة فعلة لبناء النوع، فيدلّ على نوع مخصوص من السير، فيمتاز
بنوع من الهيئة أو الحالة أو الجريان أو الكيفيّة.
و الأصل فيها هو اللزوم، و هو أعمّ من المشي و الجري و السيل.
قد استعملت متعدّية بحرف الباء. و قد سبق في بقع- و بحر: طريق موسى
(ع) في سيره من مدين الى طور سيناء.
و الظاهر انّ موسى (ع) كان له ابن في مدين و سار به و بامرأته صفّورة
ثمّ تولد له ابن آخر في أثناء سفره قريبا من الطور.
سفر الخروج 4/ 19- و قال الربّ لموسى في مديان اذهب ارجع الى مصر
لأنّه قد مات جميع القوم الّذين كانوا يطلبون نفسك، فأخذ موسى امرأته و بنيه و
أركبهم على الحمير و رجع الى أرض مصر.
و ظاهر هذا الكلام وجود ابنين له في أوّل سفره من مدين.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 288