نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 45
و لا يخفى انّ السبيل الحقّ المستقيم واحد ليس إلّا، و أمّا الطرق
غير الحقّة و ما يخالف الحقّ المستقيم: فخارجة عن الإحصاء، فانّ في كلّ نقطة عن
خطّ الاستقامة يمكن أن يحصل انحراف و ضلال، و على هذا لا يذكر سبيل الحقّ و سبيل
اللَّه إلّا مفردا، و أمّا الطرق المخالفة: فتذكر إمّا مضافة الى موضوع او بصيغة
الجمع، كما في:.فِيسَبِيلِالطَّاغُوتِ،.سَبِيلَالْمُفْسِدِينَ،.وَ لا تَتَّبِعُواالسُّبُلَفَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْسَبِيلِهِ.
و أمّا آيات-.وَ قَدْ هَداناسُبُلَناوَ لَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا- 14/ 12.
فالأوليان بمناسبة ارتباطها و رجوعها الى الجماعة، فالاولى في مورد
الأنبياء، و الثانية في مورد المجاهدين، فالنظر الى السبل التي يهتدي إليها هؤلاء
الأفراد باختلاف طرقهم، و إن انتهت الى سبيل واحد، فالنظر الى جهة اهتداء الأفراد
لا الى السبيل و السبل.
و أمّا الأخيرة: فالنظر فيها الى جهة هداية الكتاب في شئون مختلفة و
في جميع الجهات دنيويّة و اخرويّة و ظاهريّة و باطنيّة.
و هذه الجهة لا يبعد أن تكون ملحوظة في الأوليين أيضا.
ثمّ إنّ حقيقة سبيل اللَّه: عبارة عن مسير حقيقيّ للعبيد ينتهي الى
لقاء اللّه تعالى، و هو كمال العبد و المرتبة القصوى من الانسانيّة، و قلنا في
السبح إنّه إنّما يتحقّق بالتنزيه و رفع النقائص و العيوب حتّى يصل الى مقام
الملكوت ثمّ الى عالم العقول و الجبروت ثمّ الفناء في اللاهوت.
و في هذا السلوك يتحصّل موت بعد موت من عالم الى عالم و من حياة الى
ما فوقها و من روحانيّة و نورانيّة الى أوسع منها.
و الى هذه الحقيقة يشار في:.وَ لا تَقُولُوا
لِمَنْ يُقْتَلُ فِيسَبِيلِاللَّهِ أَمْواتٌ- 2/ 154.
.وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِيسَبِيلِاللَّهِ أَمْواتاً- 3/ 169.