responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 79

. وَ عَسى‌ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‌ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ‌.

و

قال (ص): سبقت رحمته غضبه.

فيمكن أن يوجد الكراهة من دون أن يتحقّق الغضب أو السخط، كما أنّ الغضب قد يوجد من دون تحقّق السخط.

فالسخط يلازم الكراهة و الغضب مع فقدان الرضا، أي هو ما يقابل الرضا.

و أمّا مفهوم إرادة العقاب: فهو مرتبة شديدة من السخط و تكشف بالقرائن اللفظيّة، كاستعماله بعلى الدالّ على الاستعلاء.

و بهذا يظهر أنّ السخط من الصغير يوجد مفهوما، لا مصداقا و في الخارج، فانّ سخطه على الكبير لا يوجد له أثر في الخارج، كما في قوله تعالى:. وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ‌ يَسْخَطُونَ‌ وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا- 9/ 58.

فأطلق السخط من رجل منافق بالنسبة الى رسول اللّه (ص) في قسمة الغنائم.

. ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ‌- 47/ 28.

. أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ‌- 3/ 162.

فإذا اعتقدنا بأنّ مبدأ العالم هو اللّه تعالى و أن تقديره و تدبيره و نظمه و جميع أموره بيده و تحت مشيّته و إرادته و على وفق علمه و حكمته: فلا يتصوّر جهل و ضلال اشدّ من اتّباع طريق يسخط اللّه عزّ و جلّ و يخالف رضوانه، و يوجب قطع الخير و الرحمة منه تعالى- كما قال:

. لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ‌ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ‌- 5/ 80.

مضافا الى أنّ جريان نظام العالم لا بدّ و أن يكون على وفق ميله و إرادته و محبّته و رضاه: فالسلوك على خلاف رضاه سلوك على خلاف مسير النظام في العالَم، و لا بدّ من سقوطه و محكوميّته و خسرانه.

. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ‌.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 5  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست