نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 8
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو طلب أمر عن شخص، و المطلوب أعمّ
من أن يكون خبرا أو مالا أو علما أو عطاء أو شيئا آخر.
فإذا كان المطلوب خبرا يكون بمعنى الاستخبار، و إذا كان علما يكون
بمعنى الاستعلام، و إذا كان عطاء يكون بمعنى الاستعطاء.
و هذه المادّة متعديّة الى مفعولين بنفسها، فيقال سأله متاعا. و قد
تتعدّى الى الثاني و تستعمل بالباء أو بحرف عن، بحسب اقتضاء المعنى.
و الفرق بين السؤال و الطلب: أنّ الطلب صفة نفسانيّة قائمة بالنفس و
لا يحتاج الى الظهور أو الى الإظهار كما في طلب الكمال، و فيه إلزام. و ليس كذلك
السؤال و ليس فيه إلزام.
فالسؤال عن خبر: كما في-.وَ لَئِنْسَأَلْتَهُمْمَنْ خَلَقَ
السَّماواتِ*،.لايُسْئَلُعَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْيُسْئَلُونَ،.وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍيَتَساءَلُونَ*.
و السؤال عن عطاء: كما في-.وَ ماأَسْئَلُكُمْعَلَيْهِ مِنْ
أَجْرٍ*،.قُلْ لاأَسْئَلُكُمْعَلَيْهِ أَجْراً*،.أَمْتَسْأَلُهُمْخَرْجاً ..وَ لايَسْئَلْكُمْأَمْوالَكُمْ- 47/ 36.
و السؤال عن علم: كما في-.يَسْئَلُونَكَعَنِ الرُّوحِ،.يَسْئَلُونَكَعَنِ السَّاعَةِ*،.وَ
إِذاسَأَلَكَعِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ- 2/ 186.
و السؤال عن عمل: كما في-.يَسْئَلُكَأَهْلُ الْكِتابِ
أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً.
و السؤال عن عذاب: كما في-.سَأَلَسائِلٌبِعَذابٍ واقِعٍ
لِلْكافِرينَ.
ثمّ إنّ الاستعمال بالباء: إنّما يكون في مقام التأكيد-.فَسْئَلْبِهِ خَبِيراً،.سَأَلَسائِلٌبِعَذابٍ واقِعٍ.
و بحرف من: يدلّ على التبعيض كما في-.ماسَأَلْتُكُمْمِنْ أَجْرٍ*.
و يستعمل بحرف من: إذا أريد الدلالة على إخراج و تفكيك عن شيء، و
التبعيض من مصاديق هذا المعنى. و بحرف عن: إذا أريد الدلالة على صدور و تجاوز عن
شيء محسوسا أو معنويا كما في-.إِنْسَأَلْتُكَعَنْ شَيْءٍ،.لاتَسْئَلُواعَنْ
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 8