نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 84
أنوار الجمال و الجلال و العظمة، و الواصل الى ذلك المقام المنتهي
اليه هو في حال السدرة، و المستغرق في النور و البهاء اللّاهوتيّ.
فالسالك إذا وصل الى هذا المقام: غفل عن نفسه و نسي وجوده و اضمحلّ
تحت بارقة جلال اللّه المتعال و سدرت عينه بمشاهدة نور الجمال، و صار حيران في سكر
و صحو و هيمان.
و المرتبة الثانية و الاولى من السدرة: إنّما تظهر بالموت عن الطبيعة
و الإدبار عن المادّة و الإقبال الى اللّه عزّ و جلّ، و كلّما ازداد الإقبال و
التوجّه و اشتدّ الارتباط و الإخلاص: ازدادت الحيرة و السدرة.
والسِّدْرَةُفِعْلة تدل على نوع من السدر، و هو السَّدَرُ في المقام الروحانيّ.
.وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِيسِدْرٍمَخْضُودٍ- 56/ 28.
و ينبغي التنبيه هنا على امور:
1- امتياز أصحاب اليمين من أصحاب الشمال إنّما يتحقّق بعد الموت عن عالم
الطبيعة طبيعيّا أو اختياريّا، فما لم يتجاوز عن هذا العالم لا يتحصّل بينهما
افتراق، لاشتراكهما في التعيّش المادّيّ.
2- إذا انقضت الحياة الدنيويّة، و ظهرت الحياة الاخرويّة: كان الناس على
صنفين، إمّا مبتهجة بعالم الآخرة، و نفسه متلائمة بما فيها: فهو من أصحاب اليمين.
و إمّا غير متلائمة لما اجترحت من سيّئات الأعمال و اتصفت برذائل الصفات و تعلّقت
بعلائق مادّيّة: فهو من أصحاب الشمال. فان تلك الحياة ميمونة على الفرقة الاولى
دون الثانية.
3- الالتذاذات و التغذّي في عالم الآخرة مغايرة لما في الحياة الدنيا:
لموت البدن و قواه و حواسّه و جهازاته و جوارحه، فانّ حاسّة البصر إذا افتقدت لا
يمكن للإنسان الإبصار. و جهاز الهضم إذا مات لا يمكن له التغذّي. و البدن إذا
انقطع عن النفس كيف يصحّ جريان أموره و قواه. فالالتذاذات في عالم الآخرة تغاير
الحياة الدنيا، و كذلك القوى المدركة و سائر أمورها.
4- البحث عن خصوصيّات عالم الآخرة: غير صحيح، لأنّها لا تدرك بهذه
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 84