نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 83
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو حصول حالة الحيرة بنفسها من دون
مقدّمة و سبب اختياريّ.
و سبق في الحيرة إنّها تكون ملحوظة أوّلا في القلب ثمّ يظهر أثره في الجوارح،
و هي إنّما تحصل في نتيجة الشكّ و الضلال.
فالنظر في الحيرة الى كونها مذمومة في أثر ضلال و انحراف. و في
السدرة الى تحقّق هذه الحالة من دون اختيار، فليس فيها مدح و لا ذمّ في نفسها.
فيقال سدر بصره، و هو سادر لا يدري ما يصنع.
و هذا المعنى أنسب في المراحل الروحانيّة و المعنويّة، كما في مقامات
السكر و الهيمان و الصحو من مراحل السلوك.
فالسدر في المراحل الباطنيّة: عبارة عن حصول حالة الهيمان للسالك في
أثر الاستغراق في جاذبة النور و اللطف و الجمال.
ثمّ إنّ لهذه الحقيقة مراتب:
فأوّل مرتبة منها: إنّما تظهر بعد الموت عن المادّة اختيارا و هو
الموت الأكبر، حيث يتوجّه بعد الى عالم الملكوت و النورانيّة و الصفا، و يسلك في
مسير الروحانيّة.
و المرتبة الثانية منها: إنّما تتجلّى بعد الموت الأعظم و هو الموت
عن النفس و الأنانيّة، حيث يتوجّه بعد الى اللّه العزيز خالصا و يستغرق في نور
الجمال و الجلال، و يحصل له مقام الهيمان و السدر.
و المرتبة الثالثة: السدرة النهائيّة، و ذلك إذا انتهى الى المنتهى.
أي عند نزول و تحقّق عند مقام هيمان و صحو مخصوص لمنتهى السلوك و
منتهى سير العبيد- هو المبدأ و المنتهى- و هناك الجنّة الّتي في مقام المأوى
المطلق للناس- و اليه المرجع و المآب- و هي الجنّة الّتي لا جنّة فوقها، و يغشى
تلك السدرة ما يغشاها من
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 5 صفحه : 83