نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 134
فيقال:طَوْراًبعدطَوْرٍ،أى كيفيّة مخصوصة بعد كيفيّة،
و يفهم منه التزاما مفهوم المرّة و التارة. وطَوَارُالدار: فناؤها، و هو كيفيّة
في خارج الدار متّصلة بها، و هي حالة مخصوصة في امتدادها و بعدها. و عداطَوْرَهُ: أى بعده و امتداده و عمّا هو
حدّ له. والطُّورِيُ: المتوحّش، و هو في قبال الدورىّ، فانّه على حالة مخصوصة متوحّشة خلاف
الأنيس.
و أمّا الجبل: فانّه ممتدّ على كيفيّة مخصوصة في الأرض.
.ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَ قَدْ خَلَقَكُمْأَطْواراً- 71/ 15 الخطاب
لقوم نوح، حيث إنّهم بعد مشاهدة ما أنعم اللّه عليهم من بركاته الأرضيّة و
السماويّة، غفلوا عن عظمته و جبروته و شأنه المتجلّى، و لم يتحصّل لهم توجّه و
رجاء و ظنّ بوقار اللّه و مقامه و جلاله.
مع أنّه تعالى خلق أفراد الإنسان على حالات مختلفة و كيفيّات مخصوصة
و خصوصيّات مقدّرة، في كلّ فرد منهم على كيفيّة خاصّة به، كما في اختلاف ظواهرهم و
ألسنتهم و صورهم، و هذا ممّا يوجب التفطّن الكثير و التنبّه الزائد و التوجّه
التامّ الى وقاره و عظمته.
و الأطوار حال من ضمير- كم، و يدلّ على تحقّق الكيفيّة فيهم في حال
الخلقة فعلا. و أمّا التفسير بمراتب النشوء مرتبة بعد مرتبة، كالنطفة و العلقة و
المضغة، و غيرها: فلا يناسب التعبير لفظا و معنى، و المناسب بذلك المعنى التعبير
بمثل قوله تعالى-.وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ.
مضافا الى أنّ تلك الأطوار المختلفة انّما هي في مجموع الأفراد من
حيث هي مجموعة، لا في كلّ واحد منها.
و أمّاطُورِسَيْناءَ: فقد مرّ في سنى ما يرتبط بالمقام.
و في معجم البلدان-طُور: في كلام العرب الجبل. و قال
بعض اهل اللغة: لا يسمّىطُوراًحتّى يكون ذا شجر، و لا يقال للأجرد طور. و قيل: سمّى طورا ببطور بن
اسمعيل ع أسقطت باؤه للاستثقال، و يقال لجميع بلاد الشام الطور، و كان يملكها
فنسبت اليه. و قد ذكر بعض العلماء إنّ الطور هذا الجبل المشرف على نابلس، و لهذا
يحجّه السامرة. و أمّا اليهود: فلهم فيه اعتقاد عظيم و يزعمون أنّ
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 134