responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 159

الطينة و الجبلّة الأوّليّة.

و كان في قديم الأيّام متداولا أن يختموا و يسدّوا بعض الأشياء و الظروف بالطين، فأطلق على هذا المعنى أيضا.

فخلق الحجارة من الطين كما في:

. لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ‌ طِينٍ‌- 51/ 33 و في الحيوان كما في:

. وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ‌ الطِّينِ‌ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي‌- 5/ 110 و في الإنسان كما في:

. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ‌ طِينٍ‌- 6/ 2 و في التصريح‌ بِالطِّينِ‌: اشارة الى عظمة الخالق القادر المتعال، حيث إنّه خلق الإنسان و الحيوان من هذه المادّة النازلة غير الشاعرة، و أيضا توجيه الإنسان الى أصله و مادّته الأوّليّة السافلة.

. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ‌ طِينٍ‌ ثُمَّ قَضى‌ أَجَلًا- 6/ 2. أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ‌ طِينٍ‌*- 38/ 76 فللإنسان أن يتوجّه الى مادّته الأصيلة و الموجودة في وجوده، و الى أنّه يديم حياته الطبيعيّة على هذا المبنى الى أجل، ثم يعود الى أصله.

فلا يصحّ له أن يفتخر بوجوده الظاهرىّ الموقّت المحدود و بحياته الى أجل معلوم، و هو يرجع الى التراب.

فَالطِّينُ‌ مبنى الحياة المادّيّة و مبدؤها و منتهاها. و أمّا الحياة المعنويّة الروحانيّة: فمبدؤها الروح المتجلّى من اللّه تعالى-. وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي*. و مرجعها الى اللّه العزيز-. ارْجِعِي إِلى‌ رَبِّكِ‌.

و هذا معنى قوله تعالى:

. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ‌- 95/ 5 و إذا كان الإنسان حافظا لظاهره و باطنه و عاملا لدنياه و منتهى سيره و مقصده الى اللّه تعالى: يكون في الدنيا سعيدا و في الآخرة سعيدا و هذا حقيقة

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست