نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 174
.وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُظُلْماًلِلْعِبادِ- 40/ 31 فيصرّح
قوله تعالى بنفي الظلم عنه في الدنيا و في الآخرة، و لو بمثقال ذرّة، بل يصرّح
ينفى إرادة الظلم منه تعالى، و هذا هو الموافق بما نقول من أنّ الإرادة هو طلب ما
يقتضيه ذاته الّذى لا حدّ له و لا نهاية له و هو النور المطلق و له الجمال و
الكمال المطلق التامّ.
فهو تعالى لا يريد إلّا بسط الرحمة و إفاضة الفيض و الجود و إظهار
الخير و الصلاح و الجمال- راجع شرح الباب الحادي عشر.
مضافا الى أنّالظُّلْمَقبيح عند العقل و الفطرة، فكيف يصحّ أن يسند الى النور المطلق ذى الجلال
و الجمال و البهاء بما لا يتناهى.
و قد ذمّ الظلم بتعبيرات أكيده في الآيات الكريمة، حتّى نهى نهيا
شديدا عن الركون الى الظالم و التقرّب منه بأىّ نحو كان:
.وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَظَلَمُوافَتَمَسَّكُمُ
النَّارُ- 11/
113.وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَظَلَمُواإِنَّهُمْ
مُغْرَقُونَ*- 23/
27.فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِالظَّالِمِينَ- 6/ 68.وَالظَّالِمُونَما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ- 42/ 8 و
أمّاالظُّلْمَةُ: هذه الكلمة أيضا من الأصل المذكور، و من أقسام ظهور الظلم في
الطبيعة، فانّالظُّلْمَةَفي مقابل النور و الضياء، و الأصل الأوّلىّ في عالم الوجود و الطبيعة
هو ظهور النور و بسطه، فانّ حقيقة الوجود هو النور، و له مراتب من النور المطلق
الواجب الى أن ينتهى الى الوجود المحدود بالذات و بالزمان و المكان و هو عالم الطبيعة،فَالظُّلْمَةُانّما يتحقّق بفقدان النور أو
بالضعف فيه.
فالحقّ في عالم الطبيعة بل في كلّ عالم من عوالم الوجود: هو ظهور
النور و تجلّيه و بسطه في كلّ مورد بحسبه و على مقتضاه، فإذا فقد النور فقد ضاع
الحقّ و ظهور الظلم في الطبيعة، كما في قوله تعالى: