نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 176
فالتكذيب بكلّ من هذه المراتب و المظاهر: يوجب محجوبيّة عن النور
المطلق و يوجد ظلمة و كدورة، و هذا هو أشدّ نوع من تضييع الحقّ:
.وَ مَنْأَظْلَمُمِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها- 18/ 57.فَمَنْأَظْلَمُمِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ وَ صَدَفَ عَنْها- 6/ 157.وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ
مِنَ النُّورِ إِلَىالظُّلُماتِ- 2/ 257 فالنور و الظلمة كالنقيضين، و
كلّما اشتدّ النور و تلألأ: ضعف الظلمة. و أىّ مقدار يكون النور ضعيفا إزداد مقدار
الظلمة، فالنور و الظلمة في وجود كلّ انسان في اضطراب و نوسان:
.كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَالظُّلُماتِإِلَى النُّورِ- 14/ 1 فإنّ
كلّ حركة و كلمة و عمل و تفكّر و توجّه خيرا أو شرّا: يؤثّر في قلب الإنسان في
رابطة ارتباطه بعالم النور أو الظلمة، و يوجد نقطة نورانيّة أو ظلمانيّة في
الباطن:
.فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ
مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ- 99/ 7 فظهر ممّا قلناه أنّ الأصل في عالم الوجود
هو النور البحت المجرّد غير المتناهي الّذى لا حدّ له بوجه، ثمّ إنّه بعروض الحدّ
في مقام الخلق و التكوين يتحصّل الحجاب و الظلمة، فكلّما إزداد الحدّ (حدّا ذاتيّا
أو زمانيّا أو مكانيّا أو جسمانيا أو مادّيا) يزداد المحدوديّة و المحجوبيّة، و
يضعف النور، و هذا معنى ظهور الظلمة.
فَالظُّلْمَةُانّما تتحصّل بحصول الحدّ، و تشتدّ بازدياده، الى أن تنتهي الى
محدوديّة في جميع الجهات:
.يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ
خَلْقٍ فِيظُلُماتٍثَلاثٍ- 39/ 6.وَ
لا حَبَّةٍ فِيظُلُماتِالْأَرْضِ- 6/ 59 و مع ذلك فلا ينقطع أثر النور عن وجود،
فانّ الوجود هو النور، و الظلمة عبارة عن ضعفه و محدوديته:
و أمّا قوله تعالى:
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 176