نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 196
.وَ يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَ تَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَ
حَشَرْناهُمْ فَلَمْنُغادِرْمِنْهُمْ أَحَداً ....وَ
يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لايُغادِرُصَغِيرَةً وَ لا
كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً- 18/ 47- 49 الظاهر
أنّ المراد من الأرض: هو عالم المادّة في قبال السماء الروحاني.
و سبق أنّ الجبل ما يكون فطريّا و عظيما. و البروز هو الظهور على
كيفيّة خاصة. و السير الذهاب مادّيّا.
فيكون المعنى: يوم نذهب ما يتظاهر بالعظمة في عالم الطبيعة، فيذهب
تظاهر الدنيا و جلوتها و جاذبيّتها، و يبقى عالم المادّة على ظهور خاصّ، فانيّة
زينتها و عظمتها:
.كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَ جاءَ رَبُّكَ وَ
الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا- 89/ 21 فلا تبقى أرض حتّى يحشر الناس
عليها فإنّ الجبال من الأرض بل هي أوتادها:
.وَ الْجِبالَ أَوْتاداً- 78/ 7 و لا ثبات للأرض بذهاب الجبال، فتختلّ
دافعتها، و تكون مغلوب جاذبة الشمس، و يزول نظمها.
و يؤيّد هذا المعنى قوله تعالى:
.يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً، وَ فُتِحَتِ
السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً، وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً- 78/ 20 فانّ
فتح أبواب السماء المادّيّة، و صيرورة الجبال سرابا: لا تلائم هذه الأرض و الجبال
و السماء المادّيّة.
فحينئذ يحشر الناس الى ربّهم، و لا يترك و لا يهمل منهم أحد،
فيحاسبون بما عملوا جميعا بمقتضى ما ضبط في كتب أنفسهم تماما لم يترك فيها شيء.
ثمّ إنّ كتاب النفس-.اقْرَأْ كِتابَكَ
كَفى بِنَفْسِكَ-
كشريط ضبط الصوت و ضبط الصورة، إلّا أنّه أدقّ و ألطف و غير مادّىّ،
يضبط فيه جميع الحركات من قول أو عمل، و حتّى ما يتصوّر و يتخيّل و يعتقد:
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 196