نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 207
غريره و أقبل هريرة. و ممّا يقارب هذا: الغرارة و هي كالغفلة، و ذلك
أنّها من كرم الخلق.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة حصول الغفلة بتأثير شيء آخر فيه، و هذا
هو الفرق بينها و بين الغفلة، فانّها مطلق الغفلة.
و من لوازم الأصل و آثاره: الجهل، الخدعة، النقص، و التكسّر، و
السيادة، و الصباحة، و الكرم، و الضمان.
فانّ منها ما يكون ظاهرا في المغرور: كحصول الجهل و الكرم و الضمان و
السيادة و الصباحة و التكسّر فيه في أثر كونه غافلا و مغترّا.
و منها ما هو من آثار الإغفال في الغرور: كالخدعة و الحدّة.
فلا بدّ من أن يكون القيدان- الغفلة، تحقّق التأثير و الإغفال،
ملحوظين في كلّ من موارد استعمال المادّة. و الّا فهو مجاز.
و أمّا العبد و الأمة: فكأنّهما قد أغفلا من حين أن صارا رقّين الى
أن يكونا مملوكين، كالسيادة: فهو يغترّ و يغفل عن تبعتها، فانّ سيّد القوم خادمهم.
و أمّا حدّ السيف: فانّه يؤثّر و يقطع و يعمل عمله و الطرف غافل و
مغتر، كما في الخطر المؤثّر، و الطرف غافل و واقع تحت تأثيره.
و كلّما لم يكن فيه القيدان و لا يصحّ أن يكون مصداقا للأصل: فهو
تجوّز.
والِاغْتِرَارُإمّا بأسباب مادّيّة: كما في:
.وَغَرَّتْكُمُالْحَياةُ الدُّنْيا ...،.وَغَرَّتْهُمُالْحَياةُ
الدُّنْيا* ...،.فَلاتَغُرَّنَّكُمُالْحَياةُ
الدُّنْيا*- 31/
33.فَلايَغْرُرْكَتَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ- 40/ 4.وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُالْغُرُورِ*- 3/ 185 فالحياة الدنيا المادّيّة تغرّ أهلها المتعلّقين بها، فيصيرون غافلين
عن مسيرهم الحقّ و عن سلوك صراط الكمال، و التوجّه الى برنامج الحياة الروحانيّة،
و الّتى هي المقصود الأصيل.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 207