نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 210
للحجرة الّتى في جهة الارتفاع إنّهاغُرْفَةٌ،و كأنّها قد رفعت من السطح السافل، و الأجمة المرتفعة، و الشجرة
الّتى فيها ارتفاع، و الفرس إذا رفع أرجلها في العدو.
و أمّا قيد اليد أو رفع مقدار معيّن أو من الماء: فليست مأخوذة في
مفهوم الأصل، و يدلّ عليه ذكر كلمة اليد و الغرفة و الماء بعد ذكر المادّة، فيقال-اغْتَرَفَالماء بيده غرفة.
والغُرْفَةُفعلة و تدلّ على ما يفعل به كاللقمة بمعنى ما يلقم،فَالْغُرْفَةُتدلّ على مقدار معيّن يرتفع،
كالحجرة المرتفعة، و الخصلة من الشعر.
و الفرق بين المادة و بين مادّة الرفع: أنّ الرفع تستعمل في
المادّيّات و المعنويّات، بخلافالغَرْفِ،فانّها تستعمل في الأمور المادّيّة و ما يشابهها صورة و تصوّرا، كغرف
الجنّة. فانّها قد نزّلت منزلة الغرف المادّيّة المحسوسة- راجع الرفع.
.فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ
مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ مَنْ لَمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِاغْتَرَفَغُرْفَةًبِيَدِهِ فَشَرِبُوا
مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ- 2/ 249 و هذا، مضافا الى وجود صلاح
في ذلك الأمر، كاختلاط ماء النهر بموادّ معدنيّة مضرّة، و لا اقلّ موجبة لحدوث
العطش الشديد: امتحال و ابتلاء عظيم، ليعلم من يطيعه في أمره ممّن يعصيه و يخالفه.
و أيضا هذا العمل يكون تمرينا لجهاد النفس و ممارسة الصبر و
الاستقامة، و ترك اللذات النفسانيّة، أو تقليلها.
.لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْغُرَفٌمِنْ فَوْقِهاغُرَفٌمَبْنِيَّةٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ- 39/ 20.وَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِغُرَفاًتَجْرِي- 29/ 58.أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَالْغُرْفَةَبِما صَبَرُوا- 25/ 75 فهؤلاء
المتّقون عن لذّات الحياة الدنيا و الّذين آمنوا و عملوا الصالحات و صبروا و
استقاموا في سبيل الحقّ: لهمغُرَفٌفي الجنّة و مساكن عالية مرتفعة تشرف على أكنافها، و هي من أعلى
منازل الجنّة و من أسناها و أرفعها مقاما:
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 210