نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 215
.إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ
عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَوَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ- 9/ 60 قلنا
إنّالمَغْرَمَوالغَرَمَ: لزوم أداء شيء لم يكن واجبا عليه، كأداء الغرامة للولىّ عن جانب المولّى
عليه، كالطفل و الصغير و المحجور، أو أداء شيء فيما وقع من غير اختيار و تعمّد
منه، أو فيما لم يكن في اعتقاده موجبا للغرامة، و غير ذلك ممّا يصدق عليه الغرم.
و أمّا الدين: فسبق أنّه خضوع و انقياد في قبال مقرّرات معيّنة، و
الدائن يخضع ما دام دائنا تحت قوانين الدين الى أن يؤدّيه.
فدين المولى عليه أو كمثله دين بالنسبة اليهم، و غرامة بالنسبة الى
الولىّ.
و قد يطلق الدين علىالغَرَامَةِ: إذا تقبّله الغريم و جعله في
ذمّته، فهو يخضع في قبال هذا التقبّل و يكون دائنا. فظهر الفرق بينهما.
و أمّا الفرق بين صيغة الغريم و الغارم: أنّالغَرِيمَفعيل و يدلّ على ثبوت الحدث،
و الغارم فاعل و يدلّ على الحدوث و قيام الحدث بالفاعل،فَالْغَرِيمُمن ثبت له الغرامة بنفسه و
لذاته. والغَارِمُمن يقوم الغرم به، و تكون الغرامة منتسبة اليه بالحدوث، كما في غرامة
الولىّ.
فَالْغَرِيمُهو السبب مستقلّا في حدوث الغرامة و ثبوتها عليه، بخلافالغَارِمِفهو من يقوم به الحدث و ينسب
اليه.
فظهر أنّالغَارِمَهو الّذى يؤدى مالا عن غرامة متوجّهة اليه من دون أن يكون سببا
مستقلا و متعمدا في إيجادها.
فهذا من مصاديق الغارم، و هو الّذى يصرف فيه الصدقة و الزكاة.
و أمّا الدائن من حيث هو: فخارج عن مفهوم الكلمة- الغارمين.
مضافا الى أنّ الدين إذا اعتبر فيه الفقر: فهو من مصاديق الفقراء، أو
المساكين، و لا داعى لذكره على حدة في الآية الكريمة.
و الروايات المربوطة لا تخالف هذا المعنى- فراجع و تدبّر حقّ التحقيق.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 215