نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 245
و لكلّ من هذه الأمور النافية للغفران مراتب شدّة و ضعفا، و كلّما
اشتدّت مرتبة: اشتدّ انتفاء الصلاحيّة و الاقتضاء فيها لتوجّه المغفرة و الرحمة و شمولها.
و أمّا الغفور و الغفار و الغافر: فمن أسماء اللَّه عزّ و جلّ، و
تختلف خصوصيّات مفاهيمها باختلاف صيغها،فَالْغَافِرُيدلّ على من يقوم به المغفرة.
والغَفَّارُفيه مبالغة و كثرة. والغَفُورُ،فيه دلالة على ثبوت في الاتّصاف بالمغفرة. و كلّ منها يستعمل في مورد
يناسبه و يقتضيه- فراجع موارد استعمالاتها.
والمَغْفِرَةُمن اللَّه تعالى بمقتضى صفته الرحمة، و كما أنّ رحمته سبقت غضبه:فَمَغْفِرَتُهُأيضا سبقت أخذه و مجازاته.
و على هذا يذكر اسم الرحيم مقارنا للغفور في 72 موردا.
و قد يذكر اسماء- الحليم، الشكور، العفوّ، العزيز: مقارنا له على حسب
ما يقتضيه المورد.
فظهر أنّالغُفْرَانَهو السابق الأصيل الثابت في اللَّه المتعال ما دام الاقتضاء في
المحلّ موجودا، سواء كان مستحقّا له أم لا، كما في تعلّق الرحمة. إلّا إذا انتفى
الاقتضاء كما قلنا.
و هذا المعنى يشار اليه بقوله تعالى:
.إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ
بِهِ اللَّهُفَيَغْفِرُلِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ- 2/ 284فَيَغْفِرُبحسب رحمته و حلمه و عفوه، ما دام لم ينتف اقتضاء المغفرة، و إذا
انتفى الاقتضاء بل وجد اقتضاء العذاب: فيعذّب.
و سبحانه و تعالى عن أن يعذّب من دون جهة ملزمة صالحة، فإنّ مشيّته
على مقتضى الحكمة و العدل و الصلاح راجع الشيء.
غفل
مصبا-الغَفْلَةُ: غيبة الشيء عن بال الإنسان و عدم تذكّره له، و قد استعمل فيمكن تركه
إهمالا و إعراضا، يقال منه:غَفَلْتُعن الشيءغُفُولًامن باب قعد، و له ثلاثة مصادر:غُفُولٌ،و هو أعمّها. وغَفْلَةٌ،وغَفَلٌ. و غفّلته تغفيلا: صيّرته
كذلك،
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 245