نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 260
الاشتهاء، و هذا المعنى يتجلّى في الطفل الى أن يبلغ الحلم و العقل و
بعدها في الشهوة الخاصّة الجنسيّة.
و امّا التجاوز عن حدّ ما امر به أو القدر المعتدل: فلا بدّ من
تقييده بالاشتهاء و في المشتهيات النفسانيّة، لا مطلق التجاوز.
و الظاهر انّ كلمةالغُلَامِفي الأصل صفة على وزان
الشجاع، أى من يتّصف و يتجلّى فيه مطلق الشهوة في لهو و لعب و بطن و كلام و غيرها،
و الطفل ما لم يبلغ: مصداق أتمّ لهذا المعنى، حيث إنّه يعيش بمطلق الشهوة في أىّ
جهة.
و قد أطلق في القرآن المجيد على المولود الجديد، كما في:
.يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَبِغُلامٍاسْمُهُ يَحْيى ....قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِيغُلامٌوَ كانَتِ
امْرَأَتِي عاقِراً
....قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِيغُلامٌوَ لَمْ يَمْسَسْنِي
بَشَرٌ- 19/
7- 20 و قد اطلق على طفل غير بالغ، كما في:
.فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذاغُلامٌ- 12/ 19.وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَلِغُلامَيْنِيَتِيمَيْنِ- 18/ 82 فهذه
الكلمة صارت مستعملة في خصوص الطفل غير البالغ، بالغلبة.
و لمّا كان لفظ الغلام بحسب مادّته مشعرا بالاشتهاء المطلق، و هذا
المعنى لم يكن مناسبا في مقام البشارة الإلهيّة به: وصفه في مقام يقتضى التوصيف و
التعريف بقوله:
.فَبَشَّرْناهُبِغُلامٍحَلِيمٍ- 37/ 101.لا
تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَبِغُلامٍعَلِيمٍ- 15/ 53.قالُوا
لا تَخَفْ وَ بَشَّرُوهُبِغُلامٍعَلِيمٍ- 51/ 28.لِأَهَبَ
لَكِغُلاماًزَكِيًّا- 19/ 19.بِغُلامٍاسْمُهُ يَحْيى- 19/ 7 فانّ
الشهوة تكون معتدلة إذا وقعت تحت نفوذ العلم، و كذلك إذا تحقّق الحلم: فانّه حصول
انضباط و طمأنينة في الإحساسات. و التزكية تنحية ما ليس بحقّ و إخراجه. و الحياة
تشمل الحياة الروحانيّة أيضا.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 260