فالليل يقابل الضياء، فانّ الليل هو انبساط الظلمة، و الظلمة في
مقابل النور-.يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ* ...،.أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَ النُّورُ ...،.وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ.
و في الإضاءة المعنوىّ:
.وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءًوَ ذِكْراً
لِلْمُتَّقِينَ- 21/
48 أى آتيناهما هذه المعاني ليستفيد منها المتّقون الّذين يتّقون عن
الباطل و يبتغون الخروج عن محيط الظلمة الى الضياء و يريدون السلوك في مسير ذكر
اللّه.
و هذه الأمور الثلاث مراحل مرتّبة في مبادي السلوك، و هي الّتى يلزم
للمتّقى أن يجعلها في برنامج سيره و عمله.
.هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَضِياءًوَ الْقَمَرَ نُوراً- 10/ 5 فانّ
الشمس ممحّضة للاضاءة و بسط النور حتّى يتحصّل زمان النهار بعد الليل، و هذا بخلاف
القمر، فانّ الملحوظ فيه مطلق وجود النور فيه، لرفع الاحتياجات الضروريّة و يتحقّق
زمان الليل.
و التعبير به: فانّ النظر في المقام الى حصول الضياء، و كأنّ الشمس
نفسها ضياء و مظهر للضياء، و هو المطلوب في تحقّق النهاريّة، كما أنّ المطلوب
اللازم في الليل و ظلمتها مطلق وجود نور بالإجمال.
ثمّ إنّالضِّيَاءَكما أنّه وسيلة لتحصيل المعاش المادّىّ-.وَ جَعَلْنَا
النَّهارَ مَعاشاً:
كذلكالضِّيَاءُالروحانىّ وسيلة تحصيل المعاش المعنوىّ الّذى هو المقصود الأصيل في
حياة الإنسان، و هو الّذى ينتج سعادة أبديّة، و سعة في الحياة.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:
اللَّهُمَّ
لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشَ الْآخِرَةِ.
ضير
مقا-ضير:
كلمة واحدة، و هو من الضير و المضرّة، و لايَضِيرُنِيكذا،
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 49