responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 79

و ممّا يدلّ على أنّ‌ الطَّعْمَ‌ غير الأكل: قوله تعالى:

. وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ‌- 47/ 15 و قولهم‌ اسْتَطْعَمْتُهُ‌: ذقته لأعرف طعمه.

و ممّا يدلّ على انّه ليس بتذوّق صرف: قوله تعالى:

. الَّذِي‌ أَطْعَمَهُمْ‌ مِنْ جُوعٍ‌ ...،. وَ أَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ...،. يَأْكُلانِ‌ الطَّعامَ‌.

و بهذا يظهر أنّ الأكل في الآيات الكريمة انّما استعمل في موارد يراد فيها مطلق مضغ شي‌ء و محو صورته في الفم في مورد التغذّى. و هذا بخلاف الطعم: فيستعمل في موارد يراد فيها الأكل مع التذوّق.

. وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ‌ الطَّعامَ‌- 25/ 20. ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ‌ الطَّعامَ‌ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ‌- 25/ 7. وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ‌ الطَّعامَ‌- 21/ 8. فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ يُطْعِمُ‌ وَ لا يُطْعَمُ‌- 6/ 14 فانّ الأنبياء المرسلين الى الإنس لدعوتهم لا بدّ و أن يكونوا من سنخ الانس حتّى يستأنسوا، و لا يعقل أن يكونوا أجسادا بلا أرواح لا حياة فيها حتّى يستغنوا عن التغذّى، و لا أن يكونوا من سنخ عالم الروح و المجرّد عن المادّة، فانّه حينئذ لا يحتاج الى إرسال الرسل و البعث الى الناس لدعوتهم، لعدم حصول الانس و الارتباط فيما بينهم حينئذ في الظاهر. و ان كان الارتباط الروحاني كافيا: فانّ اللّه تعالى هو المحيط البصير الحكيم السميع، و لا حاجة الى رسول غيره، و انّما يبعث الرسل ليكونوا مستأنسين بهم و مؤتلفين-. وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ‌- 6/ 9 و انّما الفرق بين الأنبياء و غيرهم: أنّ الأنبياء و أولياءهم انّما يطعمون لتقوية جانب الروح و لإدامة الحياة الروحانيّة، و أمّا الآخرون فانّهم يطعمون لتقوية الأبدان و نظرا الى تحصيل الشهوات الماديّة، فالأنبياء و من تبعهم لا يزيدون من تناول الطعام إلّا روحانيّة و نورا، و أهل الدنيا و المتمايلون الى الشهوات لا يزيدهم الّا حجابا و ظلمة.

و على هذا ترى الأنبياء ينفقون طعامهم إذا رأوا فيه نورا أزيد، و أمّا المتوغّلون‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست